والجوهري صاحب الصحاح والأزهري صاحب التهذيب. . وكان أديبا حسن الأدب والشعر ومن شعره قوله:
وقالوا كيف أنت فقلت خير ... تقضي حاجة ويفوت حاج
إذا ازدحمت هموم القلب قلنا ... عسي يوماً يكون لها انفراج
نديمي هرتي وسرور قلبي ... دفاتر لي ومعشوقي السراج
وقوله:
إذا كان يؤذيك حر الصيـ ... ف وكرب الخريف وبرد الشتا
ويلهيك حسن زمان الربيـ_ع فأخذك للعلم قل لي متى
ومن لطيف نظمه قوله:
يا دار سعدي بذات الضال من أضم ... سقاك صوب حيا من واكف العين
إني لأذكر أياماً بها ولسنا ... في كل إصباح يوم قرة العين
تدني مشعشعةً منا معتَّقة ... تسحها عذبة من نابع العين
إذا تمزّزها شيخ به طرَق ... سرت بقوتها في الساق والعين
والإبريق ملآنُ من ماء السرور فلا ... تخشى توله ما فيه من العين
وَغاب عُزّالنا عنا فلا كدر ... في عيشنا من رقيب السوء والعين
يقسم الودّ فيما بيننا قسماً ... ميزان صدق بلا بخس ولا عين
وفائض المال يغنينا بحاضره ... فنكتفي من ثقيل الدين بالعين
والمجمل المجتبي تغني فوائدُه حفاظه ... عن كتاب الجم والعين
ولست تجد شيئاً عن أبن فارس اكثر من مثل هذه الأخبار المتناثرة شانه من هذا شان كثير ممن يترجم من رجال اللغة خاصة، ومن مؤلفاته عدا كتاب المقاييس كتاب المجمل وهو اشهر كتبه، أخذه سماعا عمن تقدمه من علماء اللغة الذين يثق بهم. وكتاب متخير الألفاظ، وكتاب فقه اللغة، وكتاب الصاحبي في اللغة صنفه للصاحب بن عباد وهو مطبوع بمصر، وكتاب نقد الشعر وغيرها من الكتب المفقودة أو الموجودة في بعض المكتبات المصرية أو الأوربية. وكتاب المقاييس من أهم مؤلفات أبن فارس في اللغة. وقد ذكره له السيوطي في كتابه المزهر وياقوت في معجم الأدباء. ولم يذكره له صاحب وفيات الأعيان من المتقدمين