للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولا الأستاذ جرجي زيدان من المتأخرين في كتابه تاريخ آداب اللغة العربية، وإنما عرض له في الجزء السابع من مؤلفه هذا في مناسبة الكلام على بعض المكتبات العربية في العراق. وكتب الأستاذ عبد القادر المغربي في مجلة المجمع العلمي العربي إنه عثر على نسخة من كتاب مقاييس وذكر أوصاف هذا الكتاب ورسمه وحجمه ولكن هذا الوصف لا يصدق على النسخة التي نكتب هذه الكلمة عنها ربما كانت النسخ التي رآها ليست كتاب المقاييس أو إنها إيجاز له. فقد قال إنها تبلغ ٧٧٩ صفحة وهي بقطع دون المتوسط وخطها من النسخي الحسن الصغير الحروف وفي الصفحة الواحدة ٢٧ سطرا. على حين أن النسخة التي نتكلم عليها تقع في ١٢٠٠ صفحة من القطع الكبير في كل صفحة ٢٧ سطرا يبلغ السطر بين ١٦ - ٢١ كلمة بخط نسخي جميل.

وفيما يلي فاتحة الكتاب وخاتمته لتمتاز بهما النسخة الحقيقة كم هذا الكتاب الجليل:

بسم الله الرحمن الرحيم

(الحمد لله وبه نستعين. وصلى الله على محمد وآله أجمعين. أقول وبالله التوفيق. للغة العرب مقاييس صحيحة وأصول تتفرع منها فروع. وقد ألف الناس في جوامع اللفظ ما ألفوا ولم يعربوا في شئ من ذلك عن مقاييس ولا اصل من تلك الأصول والذي أومأنا إليه باب من العلم جليل وله خطر عظيم. وقد صدرنا كل اصل بأصله الذي يتفرع منه مسائل حتى تكون الجملة الموجزة شاملة للتفصيل ويكون المجيب عما يسال عنه مجيبا عن الباب المبسوط بأوجز لفظ وأقربه. وبناء الأمر في سائر ما ذكرناه على كتب مشتهرة عالية تحوي اكثر اللغة. فاعلاها وأشرفها كتاب أبي عبد الرحمن بن احمد المسمى كتاب العين.

اخبرنا به علي بن إبراهيم القطان بعد أن قرأ عليه قراءة. وقال حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم المدني عن أبيه إبراهيم بن إسحاق عن ميدان بن كبرة الأصبهاني ومعروف بن حسان عن الليث. ومنها كتابا أبن عبيد في غريب الحديث ومصنف الغريب حدثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد. ومنها كتاب المنطق. اخبرني به أبي ووالدي فارس بن زكريا عن أبي نصر أبن أخت الليث بن إدريس عن الليث عن أبن السكيت. ومنها كتاب أبي بن دريد صاحب الجمهرة. أخبرنا به أبو بكر محمد بن أحمد الأصفهاني علي بن أحمد المساوى عن أبي بكر. فهذه الكتب الخمسة معتمدنا فيها. ومنها استنبطنا كتابنا هذا المقاييس

<<  <  ج:
ص:  >  >>