اللغة وما بعد هذه الكتب فمحمول عليها وراجع إليها حتى إذا وقفنا على شيء فيها نسبناه إلى قائله أن شاء الله فول ذلك كتاب الهمزة ٢٢٠ وخاتمة الكتاب تنتهي هكذا:
(قال الشيخ الإمام الأجل السعيد أبو الحسين أحمد بن فارس واجزل له الثواب. قد ذكرنا ما شرطنا في صدر الكتاب أن نذكره وهو صدر من اللغة صالح فأما الإحاطة بجميع كلام العرب مما لا يقدر عليه إلا الله تعالي أو نبي من أنبيائه عليهم السلام بوحي الله تعالي وعز إليه. . . والحمد لله أولاً وأخراً وباطناً وظاهراً والصلاة والسلام على رسوله محمد واله الطيبين الطاهرين أجمعين والحمد لله رب العالمين. تم على يد أفقر العباد وأحوجهم إلى رحمة ربه الغني خليفة بن يوسف النجفي في يوم الجمعة ١٨ رجب المرجب من شهور سنة ١١١٧ (كذا) وألف ٢٢.
والطريقة التي اتبعها أبن فارس في تأليف هذا الكتاب الطريقة الأبجدية وذلك أن المؤلف أراد أن يتجنب العيوب التي تتعرض لها الخليل في ترتيب كتاب العين ووقع معه فيها اكثر مؤلفي المعاجم اللغوية حتى ظهور الصحاح للجوهري. مثل الهروى وأبي عمرو الشيباني في كتابي الجيم والجمهرة لابن دريد والأزهري في التهذيب وأبن سيده في كتابه المحكم.
والترتيب الذي اتبعه أبن فارس في المقاييس هو الترتيب الأبجدي الذي يلتزم أحداث كتب بعدد الحروف الأبجدية ثم إنشاء أبواب تحتها بعدد هذه الحروف ناقصا ما سبق منها ترتيبه، ترتب الكلمات فيها على الأصل الثلاثي بحسب ترتيبها الهجائي، ينقص من هذه الأبواب بطبيعة الحال مالا وجود له من الأصول في اللغة ومما لا يراه المؤلف صحيحا (وقد شرطنا في أول كتابنا هذا أن لا نقيس إلا الكلام الصحيح). مثال ذلك كتاب الهمزة. فانه يبدؤه بالهمزة ومضاعف ما بعدها وهو الباء مثل الأب وأت وأث وأج وأح حتى يستوفي جميع الحروف، ثم يحدث بابا للثلاثي الذي أوله همزة مثل أبت وأبث وأبد وأبر. . الخ وبابا للثلاثي الذي أوله الهمزة والتاء وما يثلثهما مثل أتل وأتم. الخ وبابا ثالثا الذي أوله الهمزة والثاء والراء وما يثلثهما مثل أثر وأثل وأثم وأثن وأثوي. وبابا للثلاثي الذي أوله الهمزة والجيم وما يثلثهما مثل أجح وأجد وأجر وأجص وأجل. . . الخ وهكذا يجري المؤلف حتى يستوفي حرف الهمزة وما يكمل معه الأصل الثلاثي متبوعا بغيره. وبعد أن