للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يفرغ من باب الهمزة ينشئ كتاب الباء ويستوفيه على النحو الذي استوفي فيه كتاب الهمزة. وكذلك يفعل حتى يأتي على عدد من الكتب بعدد حروف الأبجدية متروكا منها ما لا اصل له في اللغة. والطريقة التي يسلكها في شرح الألفاظ هي الطريقة القاموسية التي تعطي لكل لفظ ما له من معني مع شئ من الشواهد وتصنيف المعاني ما وجد إلى التصنيف سبيلا. وبذلك فهو يجمع بين طريقة المعجم الخالصة وطريقة فقه اللغة. مثال على ذل قوله في أول كتاب الباء بت. الباء والتاء له وجهان واصلان أحدهما القطع والآخر الضرب من اللباس. فأما الأول فقالوا البت القطع المستأصل، يقال بتت الحبل وابتت. ويقال أعطيته هذه القطعة بتاً بتا وألبتة اشتقاقه من القطع غير إنه مستعمل في كل أمر يمضي ولا يرجع فيه. يقال انقطع فلان عن فلان فابتت وانقبض، قال شعر

فحل في جشم وابتت منقبضاً ... بحبله من ذري الغر القطاريف

قال الخليل أبت فلان طلاق فلانة أي طلاقاً باتاً. . الخ

وكذلك كلما جاء على اصل من الحروف تتبع له أصوله وان لم يجد له أصلا أو لم يره نبه على ذلك بمثل قوله: بخ الباء والخاء قد روي فيه كلام ليس أصلاً يقاس عليه وما أراه عربيا وهو قولهم عند مدح الشيء بخ وبخبخ فلان إذا قال ذلك مكررا له. وإذا شذ عن الأصل لفظ عرف بهذا الشذوذ بمثل قوله: وقد شذ عن هذا الأصل كلمتان: قولهم للرجل العظيم الخلق ابد. قال شعر: ألد يمشي مشية الأبد.

حامد مصطفي

عضو في مجلس التمييز الشرعي

<<  <  ج:
ص:  >  >>