وغريب أمر المستعمرين أنهم شر ذمة واحدة تسير على خطوات منظمة. أنظر إلى القائد الذي يقول لجنوده:(أنكم لا تعادون الشعب الأندنيسي، بل تعملون على تحريره من الطغيان والإرهاب) أنه نبوليوني التفكير، لأن السر عسكر بونابرت خاطب جنوده بهذا الأسلوب وخاطب أهل الإسكندرية ولم يمنع هذا التحرير من الظلم أن أصاب مصر ما أصابها على أيدي جنوده ولا يزال لدينا مائة وثمانون أثرا إسلاميا وسدا خرابا من هدم جنوده غير الدماء التي سفكوها والحرم انتهكت على أيديهم.
ضع هذا التصريح بجانب منشور الطليان حينما دخلوا طرابلس وحينما بدأ بادوليو وجراتزياني حملاتهما على أهالي برقة وليبيا، وتساءل هل كان القتل والتشريد وإفناء السكان إلا لتحريرهم؟ أنهم شر ذمة واحدة تسير عل خطوات منظمة: لله درهم! ولكن مضى الوقت الذي كان يصدق فيه الناس هذه الأقوال.
أن أنظار العالم بأكمله تتجه اليوم إلى إندونيسيا وكفاحها وهو لا شك كفاح مجيد وسوف تتحطم مرة أخرى أصنام الطغيان وتبرز في العالم القيم الحقيقة المستمدة من روح الشعوب المجاهدة مهما لاقى الأحرار من عنت.
أنني احبكم من صميم قلبي أيها الزملاء في القتال، أيها الرفاق في السلاح، أنكم بمعارك اليوم وبأقدامكم وضحاياكم تفتحون طريق الحياة لعالم الجديد، فطوبى لكم!