حريصة على استقلال السودان وكفالة حرية أهله في تقرير مصيرهم هو نفسه ما كان يوم دخلت مصر زاعمة أنها لا تريد استعمارا ولا اعتداء وأنها إنما تريد تثبيت العرش صدقة وتبرعا فإذا استتب عادت إلى بلادها وجلت عن بلادنا؟ فهل فعلت أيها السيد الشريف العربي المسلم؟ أني لأنزهك عن أن تخدع بكذب بريطانيا فهي اكذب من هذه الحياة الدنيا واغدر.
وخلائق الدنيا خلائق مومس ... للمنع آونة وللإعطاء
طورا تبادلك الصفاء وتارة ... تلقاك تنكرها من البغضاء
فهذه بريطانيا العدو المحتال الذي من شيمته أن يوقع بين المتحابين ليحطم باسهم جميعاً وهذه مصر التي ربطها الله بالسودان منذ اقدم الأزل والتي هي قطعة من السودان يراد بترها منه، فإلى أيهما أنت اقرب وفي هوى أيهما أنت ارغب؟.
أننا ندعو الله الذي هدأنا وهداك إلى الإسلام أن يهديك إلى الحق ويسددك وينصرك وأن يوفقك إلى ما يتمناه قلب كل مصري وسوداني: أن تكون ناصر الإسلام وقاهر الأعداء ومحق الحق ومبطل الباطل فتضع يدك في يد أخيك السيد الميرغني وتخرجا على بريطانيا مرة أخرى واحدة تعلنان أن مصر والسودان أمة واحدة وأن بريطانيا كاذبة فيما ادعت علنيا وعليكم وأن لا حياة لأحدنا إذا اقتطع عن صاحبة. افعل هذا أيها السيد الشريف العربي، تكن اعظم مجاهد في تاريخ أفريقيا وتاريخ العرب وتاريخ الإسلام. افعل هذا في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، والذي نصر الله عباده ببدر وكانوا يومئذ مستضعفين في الأرض يخافون أن يخطفهم الناس افعل هذا أيها الشريف العربي تنل لكلمة واحدة مجد الأبطال ومجد الملوك. ويصبح اسمك هدى ومنا ر لكل عربي وكل مسلم ما بقى على الأرض عربي أو مسلم. أنني أدعوك باسمي وباسم الصداقة التي كانت بينك وبين أبي رحمة الله عليه. أدعوك دعوة رجل صائم لله وأدعو الله أن يهديك ويؤيدك بنصرك ويمكن لك، في هذا الشهر الطاهر المبارك يرجو المسلم أن تستجاب دعوته: اللهم أنقذنا وارحمنا وكن عونا لنا ولإخواننا في الدين والعروبة.
أيها الشريف العربي، أننا وقوف نترقب ونتوق ونتلهف وظني فيك أنك فاعل ما أراد الله من نصرك لأهله وأنت أهل الخير ومعدن الكرم وابن الصناديد الاماجد من بني قحطان