أنها ساعة فاصلة في تاريخنا، فعلى كل مصري سوداني أن يعد عدة الجهاد، وأن يملأ منذ اليوم كنانته، وأن ينصر هذا الوفد الذي سافر إلى أمريكا بيده وقلبه ولسانه. وهذا فرض واجب لا يكاد يسقط عن أحد منا من ذكر أو أنثى. فأننا في ساعة يصنع فيها التاريخ ولن يخطئ المخطئ المتعمد، أو يولى المقاتل للتهيب إلا كان ذلك فتاً في أعضاء المجاهدين الذين رموا بأنفسهم في وطيس المعركة.
ونحن نناشد زعماء الأحزاب الذين تعودوا الخلاف والنزاع أن يكفوا غرب ألسنتهم عن إخوانهم الذين سبقوهم اليوم إلى جهاد عدوهم، وأن يوجهوا قدرتهم على الطعان إلى نحور القوم الذين اغتصبوا حقنا وآذونا وضربونا بالذل والهوان أكثر من ستين عاماً، ولم يرعوا فينا شيئا من إنسانية أو شرف. وكل كلمة تنال من وفدنا إلى أمريكا هي ضرب من التخذيل يسوء مصر والسودان ويسر بريطانيا التي تحاول اليوم أن تملأ الدنيا علينا كذبا، فلا نكونن إذن حربا على أنفسنا، وعونا على اهتضام حقها، ونثرا لأعدائنا على أنفسنا.
وحقيق بمصر والسودان في هذه الساعة الفاصلة التي شاء الله أن يوافق تاريخها الساعات الفاصلة في تاريخ العرب والإسلام حقيق بها أن تتوجه إلى الرجل العربي الشريف والأصل الكريم المحتد الطاهر النسب والذي إن شاء كان النصر الأعظم الحاسم لقضية مصر والسودان، وكانت كلمته القضاء الفصل والحجة الدامغة لأباطيل بريطانيا ودعواها الرجل الذي هو ثاني اثنين في السودان فشق الإنجليز ما بينهما بالدسيسة والوقيعة والتخذيل حتى فرقوا بين الأخوين.
فإلى الرجل الذي مثلت بريطانيا بجثمان أبيه الطاهر وإلى الرجل العربي المسلم الذي يؤدي حق ربه وحق عباده خاشعا متخشعاً لله، وإلى المصري السوداني الذي أراد الله أن يمتحنه بأعظم المحن في هذه الساعة الفاصلة في تاريخنا وفي هذا الشهر المبارك من شهور الإسلام - إلى السيد مهدي:
إنك أيها الشريف رجل من العرب ثم رجل من المسلمين قد أكرمك الله وأيدك وبارك لك وأعانك، والرجل العربي المسلم لا يتخلف عن نصرة الحق بل هو كما قال له ربه:(وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) والرجل العربي المسلم لا يلدغ من جحر مرتين وبريطانيا قد لدغتنا جميعا مراراً كثيرة. أليس زعمها أنها