أتينا في العدد الأسبق ممن الرسالة، على فحوى ما كتبه الأستاذ فرج جبران إلى الأهرام في شأن (المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي) الذي شرع فيه بعض المستشرقين بليدن ولكنه لم يتم إلى اليوم لأن إتمامه يحتاج إلى معاونات مالية ودعوته إلى تقديم يد المعونة إليهم لكي يتسنى لهم إتمامه.
وقد نشرت الأهرام تعليقات على هذا الموضوع تدور كلها حول الإشادة بعمل أولئك المستشرقين والثناء على مجهوداتهم في خدمة لغتنا وديننا إلى آخر ما طالما سمعناه من هذا الكلام ومللناه.
وأقول أولا أن ما تضمنته كلمة الأستاذ فرج جبران من أن مصر كانت قد ساهمت قبل الحرب في دفع النفقات اللازمة لإتمام هذا العمل - لم أجد أصلا في الجهات ذات الشأن في مثل هذا، التي رجعت إليها للتحقيق من صحته. ويعزز عدم صحته ما ذكره الأستاذ فؤاد عبد الباقي في الأهرام من أنه راجع مقدمة الجزء الأول، فلم يطلع فيها على ما يدل على تلك المساهمة.
ومما ذكره الأستاذ فؤاد أن الدكتور منسنك أراد قبل أن يبدأ في وضع العجم إشراك أكبر هيئة إسلامية فيه فقدم إلى الأزهر نموذجا منه لأخذ رأيه فيه فألف لجنة قامت ببحثه وقررت ألا فائدة ترجى منه.
أننا لا ننكر المجهودات القيمة التي قام بها المستشرقون في خدمة اللغة العربية والتاريخ العربي الإسلامي والتي لم يطلبوا مساعدة مالية فيها من الحكومة المصرية ولا من غيرها، ولكنا منذ نحو نصف قرن من الزمان نتلقى هذا المجهودات وننظر فيها وننتفع بها؛ وأكثرها، بل كل النافع منها، ما يتعلق بالترتيب والتنسيق ومن أهم ذلك الفهرسة أي أن جهودهم النافعة مما لا مشقة في اكتسابه، فهل تعلمنا ذلك منهم بعد كل ما تقدم؟ وهل أصبحنا نستطيع أن نقوم مثلهم بتلك الأعمال؟ إذا كان الجواب نعم فيجب أن نضع حدا لتلك الطريقة التقليدية في التنويه بكل ما يرد من الخارج، وأن لم يكن كذلك ففيم جهدنا طوال تلك السنين؟