البلاد العربية ورجت فيه رفع هذا الحظر ذاكرة أن ما تصدره البلاد العربية كلها إلى مصر من المطبوعات لا يعدل واحدا في المائة مما تصدر مصر إلى لبنان وحده. وقال المسؤولون بوزارة المالية في ذلك أنه رأى وقف الإصدار والاستيراد مؤقتا ريثما تنتهي اللجنة المختصة من وضع القواعد الجديدة التي تقيدهما.
وهذا الذي أجاب به المسؤولون لا يزيل الباعث على شكوى دار النشر البيروتية، فهو يدل على وقف الإصدار والاستيراد، ولا شك أن الوقف أو التقييد في استيراد وإصدار المطبوعات يثير شكوى دور النشر في البلاد العربية كلها. وإصدار المطبوعات يثير شكوى دور النشر في البلاد العربية كلها.
وللمسألة وجه آخر غير الناحية المادية التي تقلق لها دور النشر، ذلك الوجه هو الرباط الفكري بين البلاد العربية التي تعد من هذه الناحية على الأقل أمة واحدة، يهيا لها زاد ثقافي واحد. ولا يجوز مطلقا أن توهن الاعتبارات الاقتصادية من هذا الرباط فيجب ألا يشمل أي إجراء من وقف أو تقييد في الإصدار والاستيراد - ما تتبادله بلاد الأمة العربية من جرائد ومجلات وكتب ولا ينبغي أن يكون هذا موضع بحث لجنة أو رهن الفراغ من عمل لجنة، إلا أن يكون كذلك إرسال ما يصدر في القاهرة من صحف ومجلات إلى الإسكندرية أو أسيوط. . . إنما هي مسألة بديهية يبت في بالفور ولا تحمل التسويف.
الأدب اللبناني في مصر:
تضمن كتاب دار النشر العربية ببيروت الذي أشرنا إليه، موازنة ما تصدره البلاد العربية كلها إلى مصر من المطبوعات بما تصدره إلى لبنان وحده. . . ولا يسعنا إلا الإغضاء عن حصر اهتمامها وقلقها في تقييد ما تستورده مصر من المطبوعات لأن ما تصدره مصر لا يعنيها في محيطها التجاري ولكن تلك الموازنة تنطوي على أمر وثيق الصلة بما يردده إخواننا أدباء لبنان من أن مصر تهمل الأدب اللبناني ون الكتاب اللبناني كاسد في السوق المصرية، وأن الأدباء المصريين لا يكترثون به، على عكس ما يلقاه الكتاب المصري في لبنان. . .
ومن ذلك كلمة لأديب لبناني هو الأستاذ سهيل إدريس في مجلة العالم العربي، قال فيها: (أن الكتاب اللبناني يموت في السوق المصرية ويهمل في الوسط الأدبي، ولا يتناوله