يكون الضمير وما يليه خبرا لما كان هناك باس وبهذا وضح لنا أن التمسك بالوصف لا يجدي.
وإلى هنا صارت الأمثلة على اختلافها تتفق والآيات القرآنية السابقة، واللاحقة ومفادها كما قلت هو: القصر، أو التقرير؛ فعندما نقول:(هذه المسالة لها أهميتها، أو هذه مسالة لها أهميتها) أو يقول القرآن الكريم: (فلهم أجرهم) إنما يراد أن هذه المسألة بالذات أو المعينة في ذهن القائل مختصة وحدها بأهميتها، وكذلك اجر المنفقين بالليل والنهار سرا وعلانية، والمعلومين عند الله. . مقصور عليهم لا يتعداهم إلى غيرهم، ولعلنا إن نكون قد وفينا المقام حقه، وفي هذا القدر كفاية.
محمد غنيم
إلى الأستاذ محمود الخفيف:
كأن قارئا للقرآن يطوف بالبيوت وكأن له من وراء ذلك اجر فكأنما سدت في وجهه أبواب العمل فلم يجد إلا هذا رزقه الله ولدين وبنتا، فعلم الأكبر ما استطاعت ذات يده أن تمده حتى حاز كفاءة التعليم الأولى وعين مدرسا بالمدارس الإلزامية كان يضع فيه أمله في المستقبل ليكون عونا له ولزوجته وولده الثاني وابنته - على عادية الزمن.
زوجه وأنفق في سبيل كل ما يملك، ولكنه للأسف لم يعش طويلا إذ سرعان ما مات كمدا واسى فقد هجره ولده بعروسه وتنكر له يا ترى هل خلت الدنيا من الوفاء حتى بين الولد ووالده؟
واليوم سمعت الابن الأصغر - وهو لم يتعد الثانية عشرة من عمره - يقرأ القرآن في بيت بجوارنا حتى يستطيع أن يعين والدته وأخته على الحياة بذلك القليل الذي يجود عليه به الناس.
هذا طالب قوت بالريف وليست القاهرة وحدها المليئة بهم فما أحوج الريف إلى نظرة من منظارك.