للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حلول. لقد كان رفيقي يسرد على هذه الحكأية، على حين يطوي القطار المسافة من (نوفي) حتى (سمبيه دارينا) في هضاب مرتفعة متعوجة على طول الوادي الضيق الذي تتلوى فيه (سكرفينا) الموحشة ولقد كنا نتبادل على مصادفات الطريق كثيرا من المناسبات والأحاديث، حين طرح على هذا السؤال العارض البسيط:

- أين تنزل في (جه ن)؟

فسميت له فندقا خارجا بعض الشيء عن منطقة أشباهه من فنادق المدينة. كنت أفضله لبستانه الفينان الواسع.

فقال (رايموند).

- يؤسفني إذا أننا سنفترق فكر يا صديقي في أن هذا الفندق يثير في نفسي ذكرى مؤلمة، وأني لأتطير أبدا من العودة إلى مكان جرى لي فيه حادثة مكروهة مزعجة. حادثة؟؟ إن هذا التعبير مجاوز حده. ولكن مع ذلك. . .

وسكت قليلا ثم قال: أتحب أن اذكر لك هذه الحادثة، خصوصا وأني ارغب في معرفة ما عساك تفعله لو كنت محلي آنذاك؟ لسوف أبدل لك أسماء أبطال القصة، وبهذا لا تعلم عن هويتهم شيئا. ثم ساق لي رايموند القصة فقال:

مضى على هذه الواقعة التي أنا بصددها خمسة عشر عاماً، وكأن ذلا لأول زيارة ازور فيها (جه ن) هبطت إذا ذلك الفندق الذي ذكرته أنت، لنفس الأسباب الني حببته إليك. وكأن الوقف خريفاً. وأؤكد لك أني زرت يومئذ جميع القصور والكنائس الشهيرة: قصر الفنان فانديك، قصر ده برينيول، سان بالبي، به ران، وكنيسة (سانت اسطفانو) و (سانتا ماريا) وتماثيل (ده سانت لورانزو) من هذا تعلم أني جواب بحق، وفي المساء بينما كنت جالسا إلى عريشة أنيقة من عرائش بستان هذا المنزل أدون بعضاً من مشاهداتي وتأثراتي اليومية، إذا برنين صوت نسائي على بضع خطوات مني في ممشى من مماشي البستان، يهزني من محلي. لقد كانت غادة تتكلم وهي تظن نفسها على التأكيد منفردة وفي نجوة من الآذان المتطفلة، وبجانبها فتى يمشي متمهلا مترفقا. وكانت جمل الحوار التي يرددانها، دارجة كثيرة الاستعمال مما يؤكد أنهما في حداثة الحب.

- كانت تقول (آه يا حبيبي العزيز. ما كنت لأجسر حتى على الحلم بهذا: إن أكون هنا

<<  <  ج:
ص:  >  >>