للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بجانبك إزاء هذا البحر وتحت هذه السماء وأمامنا ساعات طويلة للمتعة واللذاذات؟؟ فأجابها صاحبها:

- أما أنا فلست أقل منك سعادة وسرورا، لأني لم أكن أحلم أن باستطاعتك الانطلاق حرة إلى هنا. . ولكن ليكن رائدنا الحيطة، ولنعد إلى النزل فأنه أمن لنا من هذا البستان المكشوف الذي ربما نلقى فيه أحدا يعرفنا، فأسالته:

- ومن يكون إذا؟ أنه لمن الممتع اللذيذ أن أنشق هذا النسيم المنعش واشهد مغيب الشمس الجميل بصحبتك.

فقال الشاب:

- ومع هذا لقد كنت احسن صنعا، من هنيهة لو أني حين نزولي الفندق اتبعت فكرة البحث في قائمته عمن فيه من السواح. فأجابته الغادة بغتة العتاب الرقيق:

- يا ضنين؛ أتراك تأسف على عدم اختلاسك مني هذه الخمس دقائق؟ آه لو كنت شغوفا بي كل الشغف، ما تعاقلت كل هذا التعاقل، ولما عرفت لك كل هذه الفطنة والحذر.

فأجابها رفيقها:

- ولكن ذلك كله من أجلك يا حبيبتي وإنما ابغي بكل جهده مستطاع أن أجنبك المخاوف والمتاعب.

فتنهدت الفتاة قائلة:

ليأت من يريد أن يأتي، أني من الغبطة والانتشاء بالسعادة بحيث يستوي عندي كل شئ. أسمعت؟؟ كل شئ لا يهمني. ومر العاشقان بدون أن يلمحا شخصي، واترك لك الآن الحكم على مبلغ اضطرابي ومبعث ارتجاجي. لقد عرفت في شخصي هذه الصبية المستهامة التي لم تستطع أن تحبس لسانها عن الجهر بسعادتها وهواها، امرأة صديق من أعز أصدقائي وأخلص خلصائي. واسمح لي أن أطلق عليه سياقا للقصة (شارل روتيه) واسم امرأته أن أحببت (مارغريت) أما شريكها في هذا الموعد الغرامي لدى هذا الفندق المتطرف الضائع (بجه ن) فقد كان مجهولا عندي. ولا بأس أن تعلم أيضا، أني أثناء ذهابي في صباح تلك الملاقاة للبحث في شباك البريد عما لي من رسائل، تسلمت من نفس صديقي (روتيه) في باريس، رسالة يقص على فيها أن قرينته تستفيد من سياحتها القصيرة بإيطاليا عند ابنة عم

<<  <  ج:
ص:  >  >>