للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

سقطت السقطة التي لا يرجى لها قيام ولا كنت تاجرا افلس، ولا موظفا عزل ولا صحيحا ازمن، ولا حكم على بسجن أو نفي، ويبقى عيالي من بعدي أمانة عند الصديق وإنما هي تجربة هينة فكيف لو كان شئ من ذاك؟ وعل من اعتمد بعد اليوم؟

سأعتمد على الله ثم على هؤلاء الذين وجدت من إخلاصهم، وحبهم وعطفهم علي، أيام العسرة ما هو اثمن عندي من النيابة والوزارة، ومناصب الأرض كلها. ولن أنسى أبداً لان هؤلاء هم الذين ابقوا علي القليل من ثقتي بهذا الإنسان وأنقذوني من أن اكفر به كفرا مركبا تركيبا مزجيا كحضرموت. . . . . لا يستطيع إخوانا عبد المنعم خلاف أن يحله أو يزيله ولو انزل عليه في دينه الجديد كتاب آخر؛ وأن أومن بان الكلاب والحمير أو في من الناس واحفظ للوداد.

- ٢ -

وكنت احسب كل متظاهر بالتقي تقياً، وكل لاهج بذكر التصوف صوفيا، وكل مزهد في الدنيا زاهداً وكل داع للعبادة عابدا، واحبهم جميعا وأراهم أهل الدين وأرباب الاخلاص، ولا يبلغ وهمي أن يكون في الألف منهم مراء واحد أو خداع، فلما جربتهم وجدت. . .

لا احب أن أقول ماذا وجدت منهم، لأني اظلم العلماء إذا أخذتهم بجريرة نفر تسلطوا على (رابطة العلماء) التي هللنا لظهورها وباركنا يوم إنشائها وسيروها على هواهم وكفوا أيدي العلماء الاجلاء من أعضائها.

ولكن أقول أن الصالح المصلح، والعالم العامل، هو من يجعل هواه تبعاً لحكم دينه، ويضيع منفعته أن كان فيها مضرة أمته، ويؤخر نفسه ويقدم من هو اصلح منه، ويحكم الشرع في دقيق أمره وجليلة وظاهره وخفيه أما تكوير العمة وتطويل اللحية وحسن الكلام وسائر هاتيك المظاهر، فهو لآخر ما يستدل به على الصلاح وهو أهون شئ عند الله الذي لا ينظر إلى الصور وإنما إلى السرائر وعند الناس.

- ٣ -

وكنت اكبر هؤلاء الذين وقفوا أنفسهم على الجمعيات الخيرية، وقصروا عليها جهودهم واثروا خدمة أمتهم على راحتهم واراهم مثلا في الإخلاص من أعلى الأمثال، لأني لا اسمع

<<  <  ج:
ص:  >  >>