للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن جملتها مدن فلسطين.

وتتحدث ألواح (تل العمارنة) عن شعب اخذ يهاجم ارض فلسطين اسمه (خبيري) وقد ارتأى قسم من علماء التوراة أن هذا الشعب هو (العبري) أو (العبرانيون) غير انه لا توجد هنالك أدلة مقنعة تؤيد أن (الخبيريين) هم (العبرانيون) بالذات ولو أن جماعة من علماء اليهود تحاول البرهنة على ذلك لتظهر أن اليهود كانوا قد دخلوا ارض فلسطين منذ هذا العهد.

والذي يظهر من التوراة أن (العبرانيين) كانوا أرقاء في مصر ثم خرجوا منها هاربين حوالي القرن الثالث عشر قبل الميلاد تحت قيادة زعيم لهم هو (يشوع) الذي حل محل (موسى) وخلفه وهو ابن (نون) من سبط (افرايم) الذي عبر الأردن وقاد جماعة (إسرائيل) إلى (ارض الموعد) وحارب شعب كنعان ست سنين واخذ أرضهم وقسمها بين الإسرائيليين. وسقطت على يديه أسوار أريحا وست إمارات صغيرة غير أن الإسرائيليين لم يتمكنوا من فتح كل فلسطين ومن التغلب على الإمارات الوطنية وعل مقاومة كل الكنعانيين.

ويفهم من الكتابات القديمة للتوراة أن من الأسفار المكتوبة قبل الأسفار الني أخذنا منها روايتنا الأولى أن الإسرائيليين عبروا إلى حدود فلسطين ولم يكن على رأسهم قائد أو زعيم بل تقدموا على هيئة قبائل متفرقة ثم صاروا يهاجمون المدن الفلسطينية الضعيفة من جهات مختلفة ولم يتمكنوا من الاستيلاء إلا على نواح قليلة من فلسطين وهذا ما يلائم ما جاء في نصوص (تل العمارنة) كل الملاءمة.

لم يتمكن الغزاة من الاستيلاء على كل فلسطين ولم يتمكنوا من احتلال السهل الخصب المهم المسيطر على البحر الأبيض المتوسط وهو سهل (فلسطية) نسبة إلى سكانه القدماء وهم (الفلسطينيون) وظل الفلاحون القدماء على تقاليدهم القديمة وفي محلاتهم مثل (الجبعونيين) الذين كانوا يقيمون في مدينة (جبع) والذين ظلوا يقاومون الإسرائيليين مع أن مدينتهم هذه لا تبعد سوى خمسة أميال تقريبا عن جنوب القدس والتي تقع في موضع (الجب) في الوقت الحاضر، وقد اشتركت مع الملوك (الكنعانيين) في محاربة (الإسرائيليين) ومهاجمتهم مرارا عديدة؛ وقد اضطر إلى مغادرة وطنهم بعد أن دخلت في

<<  <  ج:
ص:  >  >>