أسد، وعليّ جلد أسد، وهذا طعامي وشرابي فعلام ترى؟ فإن أحببت أن تتقدم فتقدم، وان أحببت أن تتأخر فشانك فقلت استخير الله في أمري وانظر قال فخرجت ولم أعد!!
ولعمري أن هذه المرأة وإضرابها جديرات بالعطف والإشفاق! ومن يدري لعلها تكون خفيفة الظل فكهة الروح كالتي قالت لزوجها وقد أكلت حملا سمينا وأراد أن يتغشاها فلم يصل إليها مهلا فبيني وبينك بعيرا!!
على أن الرجل لا يرحم امرأته إذا كانت مصابة بهذا الداء الفاجع، وقد رأينا في كتب الأدب أمثلة عديدة من الهجاء الفاحش الذي صب فوق رؤوس النهمات الشرهات من الزوجات بل قد تجاوزهن إلى الأمهات على ما لهن من حرمة التربية والرضاع وحسبك أن يقول العجيف في هجاء صاحبة الفضل الأول عليه.
يا ليتما أمنا شالت نعامتها ... أما إلى جنة أما إلى نار
ليست بشبعى وان أسكنتها هجرا ... ولا بريا وان حلت بذي قار
تلهم الوسق مشدودا أشظته ... كأنما وجهها قد ساح في القار
وأمثال هذه الطعنات الجارحة لا تحصر في طيات الأسفار!
وبعد فالطعام كما يقول الأستاذ البشري فن جميل. وأبطاله النوابغ فنانون مطبوعون، وقد جحدهم الناس وأنكروا ما لبطونهم من مواهب نادرة، فلا اقل من أن ننصفهم بعض الشيء فنستغفر الله لهم في شهر طالما حاربهم في حياتهم ثم ها هو ذا يذكرنا بهم في سباتهم العميق. .