القرن الخامس؟ وما أظن لغتهم في ذلك الوقت كانت قد بعدت كثيرا عن الفصحى.
على أنني سمعت في تمثيل القصة غناء ينصت إليه أمراء القبيلة، فيدخل عليهم أفراد من القبيلة يصيحون بهم: أمنصتون إلى الغناء والطرب والشعب يهلك من الجوع؟ وسمعت أحد أفراد القبيلة يحاول أن يبيع ابنته ليلقى ضيفاته فيعلم بذلك أمير القبيلة فلا يمنح الرجل ما هو في حاجة إليه ويطلق الفتاة بل يتزوج منها فيعترض عليه أبو زيد ويعلن أن الوقت وقت شدة وعسر ولا يليق أن ينفق في الأفراح بل يجب أن ينفق في مصلحة الشعب ورخائه.
وليست تلك الأفكار الاشتراكية مما يتفق والروح السائد ف زمن القصة وتصرف أمير القبيلة مع والد الفتاة ليس من النخوة العربية، فهل يتفق هذا مع الجو الفني للتمثيلية الذي يعملون على تهيئته بتلك الأصوات المنكرة. .؟
واكبر الظن أن ذلك مما يقصده الأستاذ عبد الحميد بقوله أن القصة حورت وحمل الحوار أفكارا وصورا لا يمكن أن يقرها ويبدو من تغافلهم عنه في أثناء الإخراج انهم كانوا يخفون عنه ما يصنعون بقصته حتى ينتهوا ويضعوه أمام الإفساد الواقع. ومن عجيب الأمر أن ينزل الكاتب المبين منزلة صاحب (المادة العلمية) الذي لا يقتدر على التعبير فيقدمها لمن يصوغها في أسلوب صحيح. .
وبعد فهل تتفق دعوة مدير الإذاعة الأباء إلى المشاركة بأفكارهم وأقلامهم في تدعيم الإذاعة المصرية في عهدها القومي مع هضم حقوق المؤلفين والتصرف في أناجهم بما لا يقرونه؟ أو ليس من حق الأدباء أن تعاملهم الإذاعة في التقدير والأدبي على الأقل معاملة المغنين ومن دونهم من الملهين. . .؟