للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الإذاعة بطلب متواضع من الجهد الفني، هو تقريب الآثار الشعبية المعروفة إلى جمهور الخواص وبدأت بحلقة من حلقات سيرة أبي زيد الهلالي، ولأمر ما انصرف المعنيون بإخراج هذه الآثار عن اللغة الفصحى إلى اللغة العامية مع أنني كتبتها باللهجة الفصيحة لحكومة ظاهرة، وهي جعل الخواص والأوساط يتذوقون هذه الآثار الشعبية التي يحفظها العامة عن ظهر قلب، ثم أخرجت هذه الحلقة دون أن يصلني كتاب واحد من الإذاعة اللاسلكية القومية التي تشرف عليها الدولة المصرية ينبئني بقبولها أو رفضها أو يدعوني على الأقل إلى مشاهدة إخراجها وإقرار هذا الإخراج، وقد حضرت التجربة النهائية اتفاقا محضاً وكنت بين المخرج وأعوانه كالتطفل على مأدبة لم يدع إليها. وعند التسجيل سحب الصوت من الغرفة التي اجلس فيها عمدا وعلمت بعد ذلك أن القصة التي قدمتها قد حورت في مصنعين تحويرا يمس أثراً محفوظا لدى الشعب قد وقف في تطوره عند صورة متبلورة بعينها، كما أن الحوار حمل أفكاراً وصورا لا يمكن أن اقرها بحال فاضطررت إزاء هذا كله إلى أن اطلب بما لي من حق الاستماع إلى التسجيل الكامل، ولولا وساطة بعض أصدقائي ممن احترمهم وأوقرهم لوقفت إذاعة هذه الحلقة واحتكمت إلى القضاء وبخاصة لأنهم جعلوا المؤلف غيري واكتفوا بان ذكروا أنني قدمت (المادة العلمية) كما يفعل رجال الدعاية الزراعية مثلا. والإذاعة وان غيرت هذا الوضع بعض التغيير وإلا أن الأمر لا يزال على حاله من حيث تحوير القصة وتحميل النص مالا يحتمل. .

ولعل هذا يدعوك إلى تنبيه الإذاعة اللاسلكية في هذا العهد القومي إلى احترام المؤلفين ومحاولة القضاء على ما يشبه الاحتكار الثقافي والفني لفرد أو طائفة.

وأملي أن ينال هذا الموضوع ما يستحق من عنايتكم وعناية الرسالة الغراء)

وقد أصغيت إلى هذه التمثيلية وقت إذاعتها يوم الثلاثاء، فسمعت أصواتا تتصايح بلغة لست ادري ما هي بالنسبة إلى قصة أبي زيد الهلالي، فلا هي لغة جمهور المستمعين العامية ولا هي لغة (شعراء الربابة) التي هي اقرب إلى الفصحى من لغة التمثيلية ولا هي لغتنا العربية الفصحى؛ وإنما هي من لغة بعض القبائل البدوية المعاصرة ولم هذا وقد وضعها مؤلفها معربة فصيحة؟ يقولون في مثل هذا: انه تهيئة للجو الفني في القصة. . فهل يطابق هذا الحوار الذي وضع لقصة ابي زيد الهلالي لغة القبائل العربية بنجد في

<<  <  ج:
ص:  >  >>