المنتظر لولادة الأجنة. . . ستة شهور ونصف فقط. . . أليس ذلك عجيبا!؟ لقد تملكني الخوف منه بادئ الامر، ولكن الطبيب طمأنني وهو طبيب من النوع الممتاز عرفت (مرغريت) عنوانه على سبيل الصدفة بواسطة إحدى صويحباتها لدن عودتها من (إيطاليا). . . (واحفظ عني يا صديقي. . . لقد تألمت المسكينة بالوضع اشد الألم، حتى إني لم أمل أن اصبح أباً. . . بيد أن ذلك لم يكن له كبير خطر لان الطبيب عرف كيف يعتني بها الاعتناء المطلوب. . . وبينما كان شارل يفضي إلى بسعادته الكاذبة، كنت أذوب خجلا وأملاً في نفسي. وفي الواقع لم اكن واحدا من أولئك الذين ائتمروا به حتى يثبتوا في ذهنه الوهم الفاحش الخادع الذي سيعيش ويموت على لضلاله وبطلانه؟
على إني علمت من ذلك أن مرغريت حين بارحت منزلي، ذهبت فورها إلى طبيب من الأطباء وعرضت عليه عملية الإجهاض، ولكن الطبيب نصح إلى (زبونته) المرتاعة بالعودة إلى زوجها، وبأن تزن نفسها حين تقترب ولادتها بإقناعه بتاريخ لحملها منه. . . يكون. . بعد ذلك مقاربا للحقيقة أكنت على حق أم في ضلال بعيد لعدم إفشائي الحقيقة في حينها؟؟ أمصيباً كنت أنا بالسكوت أم مخطئا؟ إني وقد تعاقبت على هذه الحادثة سنون عدة ما افتأ أتساءل وأقاول نفسي بكل هذه الأسئلة. ولكن دون أن اظفر لها بجواب. . . ترى هل أصبت أم أخطأت بغمسي في ماء (التعميد) لذلك الطفل الذي أنا اعرف الناس بابيه؟! لم تمض خمسة شهور على ولادته حتى وجدت أمه الوسيلة إلى إفساد ما بيني وبين زوجها الذي لم أجر أنا منع نزعي معه، لان التردد على ذلك المنزل كان يسبب لي كثيرا من الغصص والندامة.
ولعلك تفهم جيدا علة عدم مرافقتي لك إلى ذلك المنزل في (جه ن). أمن اللازم اعترافي أنا الآخر بان عدم حلولي في ذلك الفندق مراعاة لشعور صديقي رايموند؟. . . ومع ذاك لم انفك أسائل نفسي منذ ذلك الحين، ترى ما عساني كنت فاعلا لو أني مكانه؟! تجاه صديق صدوق، يعد الصمت عن مثل هذه الجريمة جريمة ابلغ وأنكر كما يعد إفشاؤها فظاعة ما بعدها من فظاعة.
وفي هذا، ما يبرهن على انه يجعل أحياناً أن يجهل المرء أسرار غيره أن من أمن شئ واسلم عاقبة في هذه الحياة الدنيا، أن تغمض عينك فلا ترى وتسد أذنك فلا تسمع شيئا عن