أحدثك عن جوابي ونصيحتي لها ورجائي أن تحفظ شبابها وتبقى على ذلك الطفل الذي تحمله في أحشائها؟! لقد سمعتني اردد في إلحاح:
- الأولى بك أن كنت ترجين لأمرك خلاصا أن تعترفي (لشارل) بكل ما حدث. . . وبهذا تحتفظين بطفلك وثروتك وتجدين الوسيلة إلى طلاقك ذلك خير من تحمل جريرة القتل وبينما كنت أكلمها هكذا، كانت إمارات الهدوء تعاودها قليلا قليلا فانسحبت من عندي بعد إذ أعطتني ثقتها من أنها لن تقترف جريمة الانتحار ولا قتل طفلها. وفي الغد وضعت حدا لترددي في الذهاب إلى منزل (شارل) صديقي. فلم تحن الساعة العاشرة حتى كنت عنده، بعد وثوقي من لقائه في ذلك الوقت لقد أشعرني استقباله لي بأنه كان فارغ البال من المأساة الأليمة التي كان منزله لها مسرحاً قال لي بلهجة المعاتب وهيئة المداعب.
- انك لا تستأهل مني أن أعرفك بعد الآن ما معنى هذا التصرف الغريب؟ أن (مرغريت) لم تعد من هناك بل أبت من (إيطاليا) مبتهجة بسياحتها. . .
ولكن قل لي بحقك، ما الذي حدث لك أنت؟؟ أظنها مغامرة غرامية جديدة. . لعمري أليس في نيتك الاستقرار والانتظام في حياتك. . .
ومع ذلك فالسعادة في الزواج. . . نعم وكل السرور والنعيم فيه، ثق بذلك وصدقني يا صاحبي. . أما أنا فلن أعيد عليك الأسباب التي ادعيتها لذل الزواج المخدوع تبريرا لسكوتي وغيابي عنه. . . وفي مساء ذلك اليوم كنت أتعشى معه بجانب امرأته، التي كان في وجهها الساكن الجامد ما ينم على أنها نسيت تماما نوبة الألم التي جازتها وهول الخطر الذي كان يتهددها. . . على إني فهمت أي حل حلت به عقدة هذه المشكلة المؤسية. . . وذلك إني كنت عند صديقي (شارل) بعد شهر من زيارتي الأولى، وكنا ندخن منفردين حين بدرني قائلا:
- أني لجد مغتبط يا صديقي: لقد كاد حلمي أن يتحقق فأنا أمل بعد مدة أن أغدو أبا. . . لوليد ستكون لا شك أنت (إشبينه). . .
لم تكد تمضي على هذا ثمانية شهور، حتى ولد ذلك الطفل الذي اخبرني ابوه (المدعي) عن زنته لبالغة. فقال في كبرياء وافتخار لم يخطر لي وفتئت أن اسخر منهما.
- نعم يا صديقي، انه يزيد كيلو غراما عن وزن الطفل. العادي ثم انه ولد قبل الميعاد