طيلة الأيام التي استغرقتها سياحتي. ولعلها المرة الأولى منذ طفولتنا التي لبثت فيها مدى أسبوعين دون إثباته بصحتي وأخباري أو أنبائه عن صحته وأخباره. وحين حللت باريس بقيت أسبوعين أيضاً دون أن أكلف نفسي زيارته مع ثقتي بان ذلك التغيب هو اشد مخالفة للصواب من مسلكي في رواق (القصر الأحمر) فليس من المعقول أن لا يندهش شارل من انقطاعي عن زيارته، فلا يستفسرني عن الأسباب التي كنت مصمما على كتمانها عنه، وإذاً فأي معنى لتأخري عن زيارته!
كل هذا كنت أعلله واستخلصه ولكن التفكير في إني سأشترك في قذف افحش شتيمة يمكن لرجل أن يتعرض لها في عرضه كانت تثني خطاي إلى أن كنت ذات يوم في منزلي أفكر في الوقت الذي يجب فيه استئناف علاقاتي مع أسرة (شارل) وإذا بخادمي ينبئني بان سيدة ترغب في لقائي فأمرته أن يدلها. وإذا بي ابصر (مرغريت روية) تدخل غرفة الاستقبال وكانت أول كلمة لقيتني بها (إني هالكة) ولم تزد عليها شرحا واو تفسيرا. ثم انفجرت كالمجنونة قائلة: المصادفة وضعت سري بين يديك، وأنا اعلم انك لم تش بي إلى (شارل) وبسبب هذا وحده كان انقطاعك عن زيارتنا. ولكن بين جنبيك قلبا نبيلا، يرثى لحال امرأة تعسة. . أعيد عليك القول باني من الهالكات. . . نعم وإني حامل. . . لم تكن الشقية تطلب مني الاشتراك السلبي في الآثم فحسب، بل الاشتراك الإيجابي أيضا. فلقد عادت من إيطاليا منذ ثلاثة أيام موقنة من أنها حامل لشهر. . . وينبغي لي إضافة ما أقرت به أيضاً خلال العبرات والشهقات، قالت: أنها من حين تعلقها بصاحبها أخذت تنتحل الأعذار باختلال صحتها كي تعيش بعيدة عن زوجها. ولقد تهددتها هذه الأمومة اللائمة في الوقت الذي كنت فيه أنا صديق بعلها الوفي وخله الأمين، هناك في النزل ولماذا؟ لكي اكتفى فقط بما رايته وسمعته. . . . أما هي فقد فكرت بالفرار مع عشيقها، وحاولت أن تسلكه في طريقها بأساليب شتى، لم تزدها كلها إلا معرفة بالعواطف الكاذبة التي يكنها لها ذلك الرجل حتى الانتحار فكرت فيه، لولا أن غريزة صون الحياة ردتها عن فكرتها لأجل هذا جاءت إلى في نوبة من نوبات هواجسها وهذيانها تستجدي عطفي وتستنجد رحمتي.
ماذا؟. . آه! ما أوهي ذلك الحاجز الذي يفصلنا عن الجريمة؟ لقد أتت تبتهل إلى أن أرافقها إلى طبيب لستعطفه وتتوسل إليه لماذا؟ بمساعدتها في الإجهاض. . . أراني محتاجا إلى أن