لك جميل تعريفي بها وإظهاري على جمالها. وإني لجد سعيدة بالمعاونة الطيبة التي جمعتني بك، وأمل أن ألقاك في باريس. . أما الآن فينبغي لي أن أعود سريعة إلى المحطة كي لا يفوت موعد القطار. لقد كان من المحال إلا اسمع صوتها، ولكني أم أتحرك حركة ولم انقل قدما ولم أكلمها كلمة. فترددت (مرغريت) لحظة ثم ابتعدت وكأنها هي أيضاً لم تبصرني (مع أن خطابها المرتفع لم يكن موجها إلا إلى) واقتفى الفتى أثرها بعد بضع لحظات كنت أثناءها ما أزال على هيئة استغراقي الذاهل غير المعقول في صورة (لادام) للرسام (فانديك) ولما ابتعدت خطوات حبيب مدان رددتيه عن الصالة واستأنفت سيري المعتاد انتابتني نوبة من الندم والألم من الصعب وصفها: إني بتظاهري عدم مشاهدة مارغريت عرفتها بجلاء بهائها ودللتها على جرمها. ولا ريب في أن أول عمل سيقوم به الفتى حين رجوعه إلى الفندق هو مراجعة قائمة النازلين فيه. وماذا بعد عثورهما على اسمي إلا أن يستخلصا أمر اكتشافي وجودهما في هذا الفندق! أن عدم التفاتي إليهما في صالة (القصر الأحمر) يعني إني لم أجد في مرافقتهما مفاجأة غريبة، وإلا كانت المباغتة دفعتني إلى بعض الحركات والإشارات وإذا فالنتيجة المنطقية هي: إني لا أستطيع أبداً الاستمرار في تظاهري أمام امرأة (شارل) إني اجهل علاقتها بعشيقها. هي تعلم إني ادري لها عشيقا وهي تدرك إني اعلم من هو جيدا ليت شعري كم ضيقة هي المسافة التي تفصل الواحد منا عن الآخر في العالم. . لقد كنت أشفق كل الإشفاق من اشتراكي في الإثم، وإذا بي الآن احشر نفسي فيه حشرا. والمجرم حين يستوثق من معرفتنا بجرمه ومن حمايتنا إياه بسكوتنا عنه، له كان الحق أن يعتبرنا متواطئين معه على الجرم لقد كان الحزم والحكمة يقضيان على أن اشترك (في الملهاة) التي دعتني إليها جملتها. فلو كنت ملتفتا إليها ببساطة، لقلت لها: أهي أنت يا مدام؟؟ حينئذ كانت تعرفني بصاحبها معلنة مصادفته في (جه ن) ولكانت أنبأت بصاحبها بذلك زوجها بكتاب كما كان في مقدوري أن اكتب أنا إليه أيضاً على حين أنها ملزمة بالسكوت أمام زوجها كيلا يناقض قولها ما لعلني أتحدث به أنا إليه (هذا إذا كان في عزمي أن أتكلم) لسوف تسمم هذه الرعونة التي ارتكبتها انا، علاقتنا إلى الأبد فهذا الحزم في غير موضعه مني هو أشد شئ يدعو إلى الاتهام. لهذا كان من اثر هذا الموقف الخاطئ. أن بات من المحال على الرد على كتاب صديقي شارل،