للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

سنة ١٠٢٠ قبل المسيح وهو أول ملك تولى الملك عند العبرانيين وانتهت مع حكم سليمان حوالي سنة ٩٣٠ قبل المسيح أي أنها عاشت فقط بجهود شاوؤل وداود وسليمان. فلما مات سليمان وانتقل الملك إلى ابنه (رحبمام) وكان ضعيفاً انقسمت المملكة إلى قسمين مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل.

هذا هو عمر الدولة العبرانية الموحدة التي يتغنى بها الصهيونيون. ومما يستحق الالتفات كذلك أن ملوك هذه الدولة لم يكونوا ليتمكنوا من تكوين دولتهم هذه لولا المساعدات الخارجية التي كانت تصل إليهم من الأمراء الفلسطينيين عن طريق التقرب والصداقة. فهذا (داود) وكان من قواد الملك شاوؤل ينتهز الفرصة فيتحالف مع ملوك الفلسطينيين للإيقاع بالملك شاوؤل ليتولى بنفسه الحكم، فلما تولى الحكم لاقى مصاعب كبيرة في سبيل التوفيق بين (إسرائيل) ويهوذا، لما كان بين الطرفين من تباعد بسبب الاختلاف في درجة الثقافة والحالة الاجتماعية؛ ولم يتمكن داود من تعمير قصره في القدس إلا بمساعدة الفينيقيين والفلسطينيين بل حتى والعرب الذين كانوا على اتصال باليهود كما يفهم ذلك من التوراة وكذلك في أيام سليمان.

وإذا استعرضنا تاريخ المملكتين الصغيرتين اللتين تكونتا فيما بعد نجد أن العبرانيين لم تكن لديهم فكرة (حكومية) بل كانت عندها فكرة (دينية) هي الغالبة على كل شيء وكانت هي من عوامل انقسام العبرانيين كذلك. ولذلك نجد قتلاً واغتيالاً وثورات على الملوك وطلب نجدات من الأمراء الوطنيين ومن الحكومات التي كانت في العراق أو في سوريا أو في مصر للاستعانة بها على محاربة ملوكهم. وكان رجال الدين في طليعة الثائرين على الحكام عند ظهور أقل شيء منهم يدل على أنهم يريدون الانتقاص من نفوذهم أو ميلاً إلى التجدد أو الأخذ بأساليب الثقافة التي كانت عند الكنعانيين أو الفينيقيين، حتى آل ذلك إلى سقوط مملكة إسرائيل وعاصمتها (السامرة) سنة ٧٢٢ ثم سقوط القدس على أيدي البابليين سنة ٥٨٦ قبل الميلاد.

جواد علي

<<  <  ج:
ص:  >  >>