فيها ليكونوا سفراء الفن والحق والجمال إلى أبنائها. . .
إن على الدولة للأدب أن تفعل له هذا وأكثر من هذا، وإن الأدباء لحرّيون منها بالعناية والرعاية والالتفات، فإذا نهض وزير أديب يعرف حقوق الأدب ببعض هذا الذي يجب على الدولة أن تنهض به، صاح به الصائحون من كل جانب، ورفعوا عقائرهم يضجون بالشكوى من المال المضيع، والاستغلال القبيح، والظلم الفادح!
إن هذا الوزير الأديب نهض كريماً مشكوراً يؤلف جماعة منهاجها (أن تعمل على نهضة الأدب بإيقاظ الذهن العربي وحسن توجيهه لأبعد آفاق المجد والسؤدد وتشجيع نوابغ المفكرين النابهين من رجال القلم، وتجد في توثيق الأواصر بين الأدباء في مصر ثم توثيقها بينهم وبين أدباء العالم العربي والجامعة لا تحتكر الأدب العربي بل هي تغتبط وتبتهج بكل من يدعون للنهوض به أفراداً كانوا أو جماعات وتمد يدها مخلصة لكل جمعية تنحو نحوها وتسير على نهجها بعيدة عن السياسة والحربية بعدها عن الأغراض الذاتية، وجمع حوله طائفة من كرام الأدباء والشعراء لهم نشاط ملحوظ وآثار عديدة ومشاركة خصبة في الأدب والفن؛ وأقاموا عدة مهرجانات أدبية لمناسبات قومية ووطنية وأدبية صرخ فيها شعراؤهم، وخطب فيها خطباؤهم. فاستوى ذلك كله كتاباً سموه (أدب العروبة) كان مجموع نتاجهم في عام!
هذا الكتاب هو ما نقدم للحديث عنه بهذا الكلام، ونحن - في كلمات متعاقبة - عارضون هذا الكتاب عرضاً عادلاً منزهاً عن الهوى، ناقدون ما احتواه نقداً مبرأً من الغرض ودخائل النفوس، لنجلو للناس بذلك آثار أول جماعة أدبية في مصر يرأسها وزير قائم، وأديب حاكم، لم تشغله حكومته الالتفات الكريم إلى الأدب والأدباء.