ولتحقيق هذين الغرضين كان أول ما تهتم به إدارة التسجيل الثقافي إصدار (سجل ثقافي) سنوي يصف مظاهر النشاط الثقافي خلال عام ويبين اتجاهات هذا النشاط ومراميه، وسيشتمل هذا السجل على أبواب النشاط الثقافي في البلاد، وما أدته كل هيئة من الخدمات الثقافية خلال العام، سواء في ذلك الهيئات الرسمية والهيئات الشعبية، كمجمع فؤاد الأول للغة العربية وما يشبهه من المجامع، ودور الكتب في القاهرة والأقاليم، والمتاحف العامة والخاصة، والجمعيات الثقافية، والجامعة الشعبية، والأندية العلمية، والمعارض، والإذاعة، والمسرح، والسينما، وحركة النشر والطباعة، والصحافة، والمحاضرات، والتعاون الثقافي، وما يتصل بذلك من ألوان نشر الثقافة.
وقد استقر الرأي على اعتبار العام الثقافي من أول يناير إلى آخر ديسمبر، ويصدر (السجل الثقافي) السنوي بعد إتمام تجميع مواد العام الثقافي، ويقدر لذلك نحو ثلاثة أشهر، بعد انتهاء العام.
وقد تكونت الإدارة من محمد سعيد العريان رئيساً، والأستاذ عبد الحميد يونس وكيلاً، والأساتذة كامل حبيب وعباس خضر وأنور المعداوي أعضاء فنيين. وابتدأت العمل في مكانها الجديد الذي اختير لها بميدان الخديوي إسماعيل بعيداً عن الديوان العام للوزارة وضغط أصحاب الحاجات الذين تزدحم بهم مكاتب الموظفين وردهات الديوان.
المؤتمر الثقافي:
عرف القراء مما كتبناه فيما مضى أن اللجنة الثقافية بالجامعة العربية دعت إلى عقد مؤتمر ثقافي بلبنان بالأسبوع الأول من سبتمبر القادم تنفيذاً للمعاهدة الثقافية المعقودة بين دول الجامعة العربية.
وسينظر هذا المؤتمر في وضع حد أدنى لمواد الدراسة في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية في البلاد العربية، وذلك في اللغة العربية والجغرافية والتاريخ والتربية الوطنية، كما سيعنى بمعالجة طرق تعليم اللغة العربية. ومنذ قليل فرغت اللجنة المؤلفة بوزارة المعارف المصرية لتيسير تعليم اللغة العربية، من مهمتها ووضعت تقريرها، ولكنها رأت عدم إذاعته انتظاراً لما يسفر عنه بحث المؤتمر الثقافي في هذا الموضوع.
وكانت لجنة المؤتمر التحضيرية قد وجهت إلى الحكومات العربية أسئلة في المواد التي