فهل يمكن أن يعمل القائمون بصناعة السينما في مصر أفلاماً من هذا القبيل للدعاية لقضيتنا متخذين مما يدور حولها الآن في مجلس الأمن من عراك ونقاش، مادة لعملهم، وإن في مناظر وفدنا هناك في اجتماعاته ودعاياته ومواقف رئيسه الخطابية في المجلس لمجالاً واسعاً لذلك، وقد أنهت إلينا الأنباء أن مندوبي شركات السينما قد نشطوا في التقاط الصور في مختلف الأوضاع، فما نصيب فننا السينمائي من هذا كله؟ وما جهده في خدمة هذه القضية؟
ومن يدري فقد ينشط الإنجليز في الدعاية ضد قضيتنا بالأفلام أيضاً. فهل نقف أمام ذلك مكتفين بأضعف الأيمان. .؟
إننا نتخذ السينما اليوم ملهاة فارغ، أي أنها تسلي الشعب وتروح عنه ولكنها لا تحمل إليه شيئاً ذا بال، ولكن الشعب لن يصبر طويلاً على هذه الحلوى، فإن وعيه القومي يفتح شهيته لغذاء نافع، وغاية الرجاء أن يصاحب هذا الوعي نضج السينمائيين والتفاتهم إلى مقتضيات الأحوال.
إنني لست متشائماً، فالزمن مع الوعي يحقق ما نصبو إليه، وقد مضى ما يكفي من الزمن واكتملت يقظة الوعي، فالتحول المنتظر وشيك الوقوع.
الأدب بين مصر ولبنان:
قرأت الكلمة التي كتبها من بيروت الأستاذ سهيل إدريس ونشرت في العدد الماضي من الرسالة، والتي عقب فيها على ما كتبته في العدد (٧٣٤) حول ما يعتب به علينا إخواننا اللبنانيون من إهمال مؤلفاتهم في مصر. وأجمل ردي على تلك الكلمة، أو ما أود أن أقوله فيما تضمنته، فيما يلي:
١ - كتبت في الموضوع واحداً وثلاثين سطراً، أكثرها في بيان تقصير لأدباء المصريين في حق المؤلفات اللبنانية، وذكرت في ثلاثة أسطر ما مجمله أن المؤلفين اللبنانيين لا يرضيهم أن ينقد أدباء مصر مؤلفاتهم نقداً حراً. ففصل الكاتب هذه الثلاثة أسطر وجال حولها جولة أثارت غباراً أوثر أن أكتفي بالقول أنه حجب عن العيون كيفية تناولي للموضوع. . .