والتقرير الذي وضعته اللجنة الملكية التي أرسلت في عام ١٩٣٦ للتحقيق في حوادث فلسطين (بأول وطن قوص لليهود)
ومما يذكر أن اليهود الذين عادوا من السبي ما كادوا يشرعون ببناء السور والهيكل وتحصين القدس حتى ثار سكان فلسطين عليهم وهم الأكثرية فأعلنوا الحرب واشترك في ذلك (سنبلط وطوبيا والعرب والعمونيون والأشدوديون) وجشم العربي وبقية شعوب فلسطين.
بني السور وتحصن العبرانيون في القدس وتكون مجتمع يهودي صغير في هذه البقعة بجهود (عزرا ونحميا) وقد أمر (هذان الزعيمان بأن تكون القدس مستعمرة يهودية بكل معنى الكلمة تتكلم اللغة العبرية وتحترم (الشباث)(السبت) وتحتفظ بقوانين العنصرية فأمر العبرانيين الذين تزوجوا بزوجات أجنبيات من الوطنيات بطلاقهن على الطريقة التي اتبعت فيما بعد وبعد ألفي سنة في قوانين (نورنبرك).
لم يستطع هذا (الوطن القومي) الذي خلقه (عزرا) و (نحميا) ولك تتمكن القوانين الصارمة التي فرضاها على العبرانيين من خلق ذلك الوطن فظل صوت اليهود خافتاً لم يرتفع في فلسطين على الرغم من المساعدات القيمة التي قدمها لهم (ملوك الفرس) الذين تجاهلوا رغبات الأكثرية من الوطنيين ولم يبذل العبرانيون أنفسهم لخلق ذلك الوطن لأنهم لم يفكروا تفكيراً سياسياً بل كانت كل جهودهم متوجهة نحو الاحتفاظ بديانة إله إسرائيل، ما خلا فترات قام بها بعض الزعماء بالدعاية إلى العنصرية لم تلاق غير رواج مؤقت.