ذكرنا من القدم وعدم ملائمة الحال الحاضرة، ولم تغنّ، ولم (يغردها) فتحي بك. .؟
أراك تهم أن تقول غردها الجارم!
الشعر وقضية الوادي:
وقد كان لقضية الوادي في بعض شعراء الشباب بعض العزاء، فقد أذاع الأستاذ محمود حسن إسماعيل قصيدة ذات ببض وحياة، عنوانها (النيل، على ضوء قضية الوادي) ويشتغل الآن عبد الوهاب بتلحينها لغنائها وتسجيلها للإذاعة
وإذا كان العيد، كما قالت الكاتبة البليغة السيدة منيبة الكيلاني في مقالها بالرسالة، يأتي (فيكون بين المعيد ووسادته ليلة العيد حديث ونجوى؛ فبين معيد ووسادته من ثورات النفس ودوار الرأس وجهد الخاطر الكليل ما بين معيد ووسادته من بسمة الأمل رهشة الرجاء وتطلق الوجه) فيختلف الشعور به باختلاف الأفراد، وإذا كانت الأمم في ذلك كالأفراد، فإن شعور الأمة بالعيد الفائت كان مشوباً بالتطلع إلى ما عساه أن يتم في قضيتها الحاضرة، ولم يعدم هذا الشعور من يعبر عنه، فقد قال الأستاذ فريد عين شوكة في قصيدة له بالأهرام:
بلية من بلايا الاحتلال وما ... لديه إلا جنايات وإرهاق
وحسبه ما دهانا من معاهدة ... بها قيود ثقيلات وأطواق
رمت بنا في لظى حرب مروعة ... ما كان لنا فيها عبر ولا ناق
حتى إذا وضعت أوزارها جحدت ... جهودنا في سبيل النصر أرفاق
وأنكروا ما احتملنا في تحالفهم ... وكم بلينا وذقنا مثل ما ذاقوا
بل يدعي القوم أن كانوا لنا وزراً ... من الغزاة! فيا للحق يهراق
يا مصر، ما العيد إلا أن يطالعنا ... يوم الجلاء له حسن وإشراق
وأن يوحد وادي النيل مملكة ... يضمها علم النيل خفاق
زيتون في قرطاس من الشعر:
كتب الأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني في أخبار اليوم مقالاً طريفاً بعنوان (زيتون في قرطاس من الشِّعر) قال فيه: إنه ضاقت به الحال في بعض سنوات الحرب العالمية الأولى، فاضطر إلى بيع بعض ما لديه من الكتب بالأقة، وكان في جملة ما باع النسخ