للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

دفعت بالله مهراً ... أم كان شعرك مهراً

أعطاك ربك ألفاً ... من البنين وعشراً

وصاغ منك ومنها ... صنوين: شمساً وبدراً

فكان أمراً طبيعياً أن ينعقد له لواء رياسة جماعة أدبية كل وكْدها خدمة الأدب والأدباء (وبعث مجد الضاد وآدابها) كما يقول، (وإحياء التراث الإسلامي والمفاخر العربية) كما يقول سكرتير الجماعة.

والمتأمل في منهاج هذه الجماعة وهو منهاج حافل حاشد كما صوره رئيسها وبعض رجالها يجدد أن الجامعة لم تحقق أو لم تكد تحقق منه شيئاً! فمن منهاجها (أن تحيي التراث الإسلامي) وهي لم تصنع في ذلك شيئاً.

ومن منهاجها (تزويد المكتبة العربية بزاد متصل من الآراء الحرة الكريمة) وهي لم تزود المكتبة العربية بعد إلا بكتابها هذا الذي نحن بصدد الحديث عنه.

ومن منهاجها (النهوض بالفكر الإسلامي والبيان العربي) وهي لم تنهض بشيء من ذلك إلا طيفاً لا يكاد يرى!

ومن منهاجها (تقوية الصلات الفكرية والروحية والثقافية بين مصر والبلاد العربية) وهي لم تصنع في هذا الصدد شيئاً أصلاً. .

ومن منهاجها (أن تشعل في الشعب روح النضال والانتصار وأن توحد له الأهداف والأغراض وأن تفسح له آفاق الحياة وأحلام المجد) ونحن نعرف أن ذلك لا يكون إلا بالأناشيد التي تبعث في الشعب الحياة والطموح والعزة، وبالروايات التي تعيد إليه سابق مجده، وماضي تاريخه، وتستنفره للجهاد في سبيل استرجاعه وإعادته، وبقصص البطولة والتضحية - والتاريخ المصري مليء بحوادثهما - تذكي فيه العزائم الواهية، وتحيي منه موات الهمم. وما نرى جامعة أدباء العروبة فعلت من ذلك شيئاً

ولكن عذيرها في ذلك أنها لم يكد ينقضي على إنشائها إلا عام وهو - عندنا - عذر يشفع لها بذلك، ولكننا ننبهها إلى ما أخذت به نفسها، وما عاهدت الله والناس عليه وإنا لمنتظرون

على أننا نريد أن تضيف إلى منهاجها هذا أموراً هي عسية أن تحلها الصدر من منهاجها

<<  <  ج:
ص:  >  >>