الآن في انفعال شديد وثورة عنيفة لحريتنا وكرامتنا ولا نستطيع أن نسمع هذا الكلام، وقد ورد في الأنباء الأخيرة أن صحفاً في لندن وباريس توجه حملة من السباب والشتائم إلى المستشرقين البريطانيين والفرنسيين لمقالات نشرتها لبعضهم بعض الصحف العلمية والأدبية يشيرون فيها بوجوب اتباع سياسة أميل إلى التسامح مع الأمم العربية، ونحن في موقف المدافع عن حريته وكرامته، فأحرى بنا أن نضحي حتى بالفائدة الفكرية التي تتوقع من استمرار اهتمامنا بآداب أعدائنا
أحدد ما أرمي إليه بالا تنشر الصحف والمجلات في هذه الآونة، آونة جهادنا الحاضر، مترجمات ولا دراسات ولا أي شئ آخر من آداب تلك الأمم. وأنا لا أنكر فائدتها وروعة كثير منها. ولكن يجب أن ننظر إلى الحقائق الآتية:
١ - الأدب الحر لا يتفق مع إهدار الحرية والكرامة ولا يجوز أن نرضع أدبنا من أثداء الذين يتعاونون على محاولة قتل حريتنا وكرامتنا، ويجب أن نشعرهم بتقلص قيمتهم الأدبية عندنا نتيجة سوء سياستهم معنا.
٢ - البلاد في حاجة إلى أقلام الذين يبذلون أكبر جهودهم في تلك الآداب، ليكتبوا في مسائلها ومشاكلها بعد أن يعودوا إليها بأفكارهم وعواطفهم، وتكون هذه فرصة حسنة للشعور بذاتيتنا، والتأمل في أنفسنا، والعيش في محيطنا وتركيز أدبنا الذاتي وتنميته وتوفيره.
٣ - يجب أن يكون العمل الوطني السلبي شاملاً لجميع النواحي، فلا يتخلف فيه الأدب. وفي ذلك تقوية للروح الوطنية وإشراع لشعور العزة والكرامة.
مناهج اللغة العربية:
كانت وزارة المعارف قد ألفت لجنة لدراسة وسائل النهوض باللغة العربية والعمل على توحيدها في مصر والأقطار الشقيقة. وقد انتهت هذه اللجنة من مهمتها ووضعت تقريراً سيكون موضع نظر المؤتمر الثقافي الذي سيعقد بلبنان في اليوم التالي لصدور هذا العدد من الرسالة
وقد بين ذلك التقرير أهداف تعليم اللغة العربية فيما يلي:
(١) أن نجعل الطلاب قادرين على القراءة الصحيحة في سهولة ويسر وأن يفهموا ما