(٢) تمكينهم من التعبير عما يجول في نفوسهم ويقع تحت حواسهم بعبارة عربية صحيحة
(٣) أن تكون دراسة العربية وسيلة صحيحة للثقافة وتوسيع المدارك وتنمية الذوق السليم وتزويد الطالب من المعلومات القيمة لا أن تكون محض دراسة لألفاظ وتراكيب ومفردات عمادها الزينة والزخرف الشكلي
(٤) أن يتصل الطلاب اتصالاً وثيقاً بالحياة الأدبية والعلمية المحيطة بهم وأن يسايروا النهوض الأدبي الحديث
(٥) أن تكون الدراسة مثيرة لروح الشوق إلى القراءة والاستزادة من الثقافة والوقوف على ما جاء به الكتاب والمفكرون في العصور المختلفة
ويقول التقرير (إن مناهج قواعد النحو والصرف والبلاغة أكثر مما يحتاج إليه الطلبة ولا تلائم استعدادهم ولا تنهض بلغتهم وإنه لو اكتفى من القواعد بما هم في أشد الحاجة إليه مع كثرة المران عليه كان أولى)
والواقع أن أصل الداء في المناهج، فمنهج الأدب الحالي - مثلاً - غير صالح، فالطالب في السنة الأولى الثانوية يبدأ دراسة الأدب ببحث طويل في معنى الأدب والأسلوب الرديء وغير الرديء، وهو يحفظ من ذلك ما يلقنه المعلمون من العبارات التي لا يفهم معناها مهما بذل المعلم من الشرح والإيضاح، وفي السنة الثانية يدرس العصر العباسي الثاني، فيقال له إن النهضة العلمية التي كانت في صدر الدولة نضجت في العصر الثاني وأثرت في الأدب، وهو لا يعلم شيئاً عن هذه النهضة لأنه سيدرسها في السنة الثالثة! ويقال له إن الكتاب استعملوا الجناس والطباق وغيرهما من المحسنات البديعية التي سيدرسها في السنة الرابعة! ويشغلون الطالب بالمعلومات التاريخية الكثيرة عن الأدب نفسه، فيحفظ النصوص كما يحفظ شرحها دون فهم حتى للشرح، ليدون ما حفظ في ورقة الامتحان. . وترى أسئلة الامتحان فيهولك منها سؤال في النقد أو الموازنة تراه أعلى من مستوى الطالب العقلي. . مع أن الأمر أهون مما تظن، فالطالب يحفظ الإجابة عن ظهر قلب!
وهذه أمثلة يسيرة نسوقها إلى المؤتمر الثقافي وهو يتهيأ للانعقاد، لننبه إلى أن (القدر المشترك) في التعليم بجميع المدارس العربية، ليس وحده الجدير بالبحث، بل يجب