الاهتمام أيضاً بنوع القدر ومقدار نفعه وصلاحيته. ويجب أن توضع المناهج المصرية خاصة موضع التفنيد، لأن أكثر الشقيقات تتجه إليها وتأخذ بها، ونخشى أن يتكون (القدر المشترك) من معظمها.
المساهر:
قرأت في كتاب (أبو الهول يطير) الذي أخرجه أخيراً الأستاذ محمود بك تيمور ما يلي:
(تضم مدينة نيويورك وحدها سبعمائة مبنى بين مسرح للتمثيل ودار للسينما إلى جانبها ثلاثمائة وألف من أندية الليل تلك التي يسمونها بالفرنسية (الكباريهات) ولعلنا لا نخطئ إذا سميناها المساهر)
وكلمة (المساهر) هذه عذبة خفيفة وتنطبق حقاً على هذه الأندية الليلية (الكباريهات) التي يسهر فيها الناس ليستمتعوا بمختلف ألوان اللهو والمرح من رقص وغناء وموسيقى وغيرها وسيجري المسهر على اللسان كما جرى المسرح والمرقص
وقد ذكرني ذلك بما كان قد كتبه الزميل (الجاحظ) في تعقيباته بصدد وضع الألفاظ للأشياء والمعاني المستحدثة، إذ قال على ما أذكر إن الأمر في وضع الألفاظ ليس مجرد العثور عليها بل هو الاهتداء إلى الكلمات التي تصلح للاستعمال وتشق طريقها في الحياة بأقلام الكتاب والشعراء. والحق ما قال.
حول السجل الثقافي:
كتب إلى أديب ظريف بتوقيع (البسام) يقول:
(قرأت ما كتبته عن السجل الثقافي فأكبرت هذا العمل الجليل الذي شرعت وزارة المعارف تقوم به، وهو إصدار سجل سنوي يصف مظاهر النشاط الثقافي خلال عام ويبين اتجاهات هذا النشاط ومراميه. ولاشك أن هذا السجل سيكون له من الأثر والشأن ما ذكرت، ولكني وقفت عند نقطتين في هذا الموضوع: الأولى في قولك (وعمل هذه الإدارة تسجيل مظاهر النشاط الثقافي في البلاد من كافة نواحيه عدا الجانب الذي تضطلع به معاهد التعليم وفق برامجها الرسمية) وبما أن السجل السنوي أول ما تهتم به الإدارة المنشأة كما ذكرت، فمعنى ذلك أنه سيهمل فيه الجانب الذي تضطلع به معاهد التعليم وفق برامجها الرسمية،