والصحيح كلمة (الذل) مكان الظل، وهو أوضح وأبلغ وأنفذ للمعنى. يقول: إن حاسده اللئيم الجبان يوغل في شتمه وانتقاصه ويغرق في ذمه واغتيابه، حتى إذا لاح له انخلع قلبه وامتقع لونه واعتقل لسانه فتردى رداء الذل، ولبس ثوب التملق، فتوسل وتمدح. فلا وجه لكلمة (الظل) إلا إذا أراد الكاتب الفاضل أن يتمحل أوجه البلاغة ويتعسف طرائق البيان. فالمعنى الواضح البين خير وأبلغ من المعنى الغامض المبهم.
٦ - وقد افتتح الكاتب الفاضل مقاله ببيت رواه لأبي فراس جاء على هذه الصورة:
تركت أبي طفلاً وكان أبي ... من الرجال كريم العود فاخره
وقد نبهت (الرسالة) أن الشطر الأول غير مستقيم لا معنى ولا وزناً، ولم أعثر على صحته، ولكن لعل الشطر الأول أن يكون هكذا (وقد فقدت أبي طفلاً وكان أبي)، فيصح النظم ويتسق المعنى