وعبده الكثير من أدباء هذا الزمان!!
والشعراء في كتاب (أدب العروبة) هم الكثرة الغالبة فيه حتى كان يمكن أن يسمى هذه الكتاب (شعر العروبة) ووكيل الجماعة الأستاذ محمد عبد المنعم إبراهيم له في الكتاب سبع قصائد لكل مهرجان قصيدة! ولقد قرأتها جميعاً في أناة ومهل، وقرأتها أكثر من مرة، وفتشت جاهداً على أجد فيها شعراً جميلا يستحق النشر والإعلان بله التنويه والإشادة فما وجدت والله من ذلك شيئا! فشعره - ولا حياء في القول - ليس فيه سمة واحدة من سمات الشعر إلا أنه موزون مقفى! أستغفر الله فقد انحرف عن استقامة الوزن في بعض شعره كقوله في قصيدة الهجرة:
هيا أترعى وامنحي الظمأى حلاوتها ... هاتي لنا الدنيا. . . هاتي لنا الدنيا
فالشطر الثاني غير مستقيم الوزن، وكقوله في قصيدة مهرجان الفيوم:
بشراً عبقريا بأني أغنى ... فأشيع النبوغ في الأكوان!
فالشطر الأول غير مستقيم الوزن، وكقوله في مهرجان المنصورة:
الشعر جند لا سبيل لصده ... لا يخشى ناراً أو يخاف أسوداً
فالشطر الثاني غير مستقيم الوزن كذلك.
وشعر الأستاذ فوق بعده عن الرنين والإيقاع والموسيقى، وفوق أنه لا يعنى مطلقاً باختيار ألفاظه بل يسوقها سوقاً من أي واد يتفق له ساعة ينظمها فهو لا يحفل بالمعاني ولا يقف عندها ويتأتى لها حتى تخرج للناس شيئا يمكن أن يقال عنه شعر، فهو يقول عن القمر مثلا إنه:
عطوف حدبه وسع البرايا ... ويشفى هديه الجفن القريحا!
ويسهر دائباً طول الليالي ... ويكبح سحره البحر الجموحا!
فهل يشفى القمر الجفن القريح؟ وهل يكبح القمر البحر الجموح؟ أم هل كلام موزون وكفى؟؟ ويقول أيضاً إنه: -
صموت لا تزعزعه العوادي ... وكان بصمته معنى فصيحا (كذا)
ويفضى عن عيوب الناس طراً ... ويفسح للمحاسن كي تفوحا
فما للصمت وللعوادي؟ أو ما للقمر وللعوادي؟ وما إغضاء القمر عن عيوب الناس طراً؟