وهل يحفل بالأخطاء النحوية واللغوية من يقول مخاطباً القمر (وأرجع مجدنا الضخم الفسيحا) بهمزة القطع مع أنه قرأ قول الله تعالى (فإن رجعك الله إلى طائفة منهم) وقوله تعالى (قال رب ارجعون) بهمزة الوصل؟ ثم هو يعكس الأمر حسب هواه أو حسب هوى الوزن الشعري فيقول (هيا أترعى وامنحني الظمأى حلاوتها) بهمزة الوصل والصواب أن يقول (أترعى) بهمزة القطع فيركب السيئتين معاً؟
وهل يعنى العناية الواجبة بلغته من يقول (لكنه وهب الحياة خلوداً) والله تعالى يقول (رب هب لي من لدنك ولياً) ويقول (ووهبنا له) أو من يقول مثل عبارته عن القمر (ولكن يضرب المثل النصوحا) أو عبارته عن القمر أيضاً إنه (يفسح للمحاسن كي تفوحا)؟ أو يقول عنه أيضاً: -
ولو شاء لستكان إلى قعود ... ولم يسمع لعاوية نبوحاً (كذا)
أنا اطلب إلى معالي الرئيس الشاعر الذواقة أن يواري هذا الكلام ولا يأذن بنشره على الناس، أو أن يلزم أصحابه التجويد ولأناة والمهل أن كان بهم طاقة على ذلك وإلا فليس الشعر هزلا وليس الشعر كلاماً يلقى على الناس دون حساب ودون ضابط فيكون شعراً بإذن الله!
ولو شاء الأستاذ لرأى في صديقنا الدكتور إبراهيم ناجي من أصالة الشاعرية وسمو الخيال وموسيقى اللفظ ما لو نهج فيه نهجه لكان مثله من الشعراء المجيدين ولكن الله يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور!
وللأستاذ الدكتور إبراهيم ناجي في الكتاب ثلاث قصائد فقط لا تعدل قصائد الأستاذ محمد عبد المنعم إبراهيم السبع واحدة منها والدكتور ناجي شاعر بالفطرة وشاء، باللفظ وبالمعنى وبالخيال الفسيح البعيد، وبالموسيقى التي تشيع في جو قصائده. والقصائد الثلاث التي احتواها كتاب (أدب العروبة) لا تعبر عنه تمام التعبير ولا تدل عليه تمام الدلالة فأنا أعرف له الكثير من الشعر العذب الرصين السائغ السامي ولكنني لست إلا بصدد الكلام عن كتاب (أدب العروبة) فأنا أعرف نماذج من شعره فيه ليرى القارئ معي ما أرى من جمال الشعر وسمو الخيال، فهو يقول عن نفسه في قصيدة (الربيع): -
إني فراش خميلة قد جنَّ في ... عرس الربيع الضاحك المختال