للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في ميدان الإصلاح) دعا كاتبه الأدباء إلى أن يتركوا الأبراج العاجية ويجندوا أنفسهم في الحرب الاجتماعية المعلنة على الفقر والمرض والجهل، وبين كيف يعمل الأديب في هذا الميدان بأنه (لا يكشف النقاب عن مهمته وغرضه، ولا يجهر بنصح أو إرشاد، ولكنه بأسلوبه الفني يعرض عليك من صور الحياة وحقائق المجتمع وحالات الناس مما تتأثر به في نفسك غير تصريح أو مجاهرة، فإذا أنت منفعل بما صوره لك وعرضه عليك، وإذا أنت قد أسلمت عنانك لهذه الصور الفنية وأوليتها عواطفك من حب أو كره، ومن رضا أو اشمئزاز) قرأت هذا فوجدته مطابقاً لما أريد من بيان. ويقول كاتب المقال بعد ذلك: (وربما قيل أن الحرية والانطلاق روح الأدب، فليس لنا أن نقسر الأديب على شئ بعينه ولا أن نوجهه إلى ميدان خاص، وإلا خرجت آثار الفنية ضربا من التكلف والتعامل لا قيمة له ونحن لا نريد أن نكره الأدباء على الانقياد لخدمة مبدأ من المبادئ خدمة متكلفة ليست منبعثة من صميم النفوس والوجدانات وإنما ندعو الأدباء إلى أن يوجهوا أنظارهم وجهة المجتمع المصري وأن يتدبروا أحوله الاجتماعية ويفكروا فيها ويشغلوا أنفسهم بها، فإن فعلوا ذلك فإنهم لا محالة يتأثرون ومن ثم يواتيهم الوحي الفني عن تأثير وانفعال، فنخرج آثارهم الفنية الاجتماعية طبيعية لا تكلف فيها ولا تزوير).

على أني أتسمع أخرى تشير إلى مسألة ثار فيها الجدل واعتركت حولها الأقلام، وهي: هل الأدب للأديب أو الأديب للحياة! وأضع بازاء ذلك ما أراه من أن الأدب الملحق فوق الحياة إنما هو كمال فكري، أما مطلب الحياة من الأدب فهو من الضرورات. ولا شك أننا الآن - من حيث الجهاد الخارجي والإصلاح الداخلي - أحوج إلى أن يكون أدبنا لحياتنا أكثر ما يكون، وله أن يقضى بعض الوقت فيما يطيب له من ذرى الفن ومواطن الفكر.

السجل الثقافي:

ورد إلى الكتاب الآني من الأستاذ محمد سعيد العريان مدير إدارة التسجيل الثقافي بوزارة المعارف، وفيه البيان الكافي لما توقفنا عنده من أمر السجل الثقافي في العدد الماضي:

عزيزي الأستاذ العباس

قرأت ما كتبته من قريب في الرسالة تنويهاً بالسجل الثقافي الذي اعتزمت وزارة المعارف أن تصدره في كل عام لتسجل به مظاهر النشاط الثقافي في مصر؛ فشكرت لك هذا.

<<  <  ج:
ص:  >  >>