للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ثم قرأت ما اقتبست لقرائك من رسالة للأديب (البسام) يعترض فيها على هذا السجل من ناحيتين:

الأولى: أنه يقتصر على وصف مظاهر النشاط الثقافي خارج جدران المداس على حين كان الواجب أن يشمل هذا السجل كل مظاهر النشاط في المدرسة وخارج المدرسة.

الثانية: أنه يقتصر على وصف مظاهر النشاط الثقافي في مصر دون غيرها من البلاد العربية التي تجمعها وحدة الثقافة منذ مئات السنين.

وقد عقبت يا صديقي بما عقبت على رسالة الأديب (البسام) وأحسبك قد وافقته على اعتراضه من ناحيتين، ولكنك تركت (لأهل الاختصاص في الوزارة أن يجيبوا بما عندهم).

وأرى من حقي - أو من حقك وحق القراء علي - أن أرد اعتراض الأستاذ البسام واعتراضك؛ فنحن ل نقصد قط حين أخذنا الأهبة لإصدار السجل الثقافي أن نحصره في هذا الحيز المحدود، ولم يخف علينا قط ما يجمع بين البلاد العربية من وحدة الثقافة التي تأبى القيود والحدود ولا تعترف بهذه الفواصل الصناعية التي تجعل البلاد العربية المتحدة بلاداً ذات أسماء وعناوين - لم نقصد إلى شئ من هذا، ولم يخف علينا شئ من هذه الحقيقة، وقد قصدنا أن يكون السجل الثقافي الذي يصدر عن وزارة المعارف في مصر صورة صادقة التعبير عن كل مظاهر النشاط الثقافي في تلك الوحدة الثقافية التي نسميها البلاد العربية.

أما إغفال تسجيل النشاط الثقافي في نطاق المدارس فلأن ثمة هيئة أخرى في وزارة المعارف تقوم عليه وتعنى به وتعد العدة له؛ فليس من حسن التدبير أن يتكرر العمل، ولذلك تركنا للقائمين على شئون (تقويم التعليم) أن يمضوا فيما هم بسبيله لنفرغ نحن للجانب الآخر من جوانب النشاط الثقافي.

وأما أن يشمل السجل كل مظاهر النشاط الثقافي في البلاد العربية جميعاً فهدف نقصد إليه وغاية نتنورها على بعد، ولكنا لا نريد أن نبدأ العمل قبل أن تتجمع لنا أسبابه؛ ومن أجل ذلك قصرنا برنامجنا - الآن - على تسجيل مظاهر النشاط الثقافي في مصر حتى تتهيأ لنا الأسباب الكفيلة بتمام العمل على الوجه الذي يتمناه كل مثقف من أبناء العربية في أي

<<  <  ج:
ص:  >  >>