للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بلادها.

فهذا ما أردت أن نعرفه قراء الرسالة عن هذا الأمر، ولعل فيه بلاغاً، وإني لأشكر لك ولصديقك ما أتحتما لي من فرصة لبعض الحديث عن هذا العمل الذي آمل أن يبلغ مبلغه من النفع العام أن شاء الله.

كبار الكتاب والسينما:

تضمنت الكلمة التي كتبتها في عدد مضى من الرسالة بعنوان (السينما بمناسبة (المنتقم)) بيان عيوب في بناء قصة السينما المصرية كخلوها من الفكرة وقصورها في تصوير النواحي المختلفة لحياتنا. ويظهر من هذه العيوب إنها ترجع إلى ضعف التأليف أو قل عدم التأليف لأن أكثر الروايات تحور عن أصول غربية، يفقدها (التصرف) قيمتها الأصلية، فتجئ لا شرقية ولا غربية.

وعندي أن الذين يستطيعون أن يجبروا هذا النقص هم الأدباء الذين يلتفتون إلى هذه الناحية ويدرسون دقائق التأليف للسينما، بمعاونة مخرجين لهم ذوق أدبي ومشاركة في الأدب إلى جانب حذقهم في الإخراج.

وقد أثارت هذا الموضوع مجلة (الاستديو) فكتبت بعنوان (أعلام الكتاب في مصر: لماذا لا يكتبون للسينما؟) قالت: (تحمل القصة للسينما في مصر طابع الضعف في التأليف والتفاهة في الفكرة والعجز في إحكام العقدة الروائية ووسائل حلها. ولما كان كبار الكتاب والأباء هم عماد القصة في كل عصر وجيل فمهما يثير الدهشة حقاً أن أعلام الكتاب في مصر قد أعرضوا إعراضاً ظاهراً عن إمداد السينما بوحي أقلامهم) ثم ذكرت المجلة بعد ذلك إنها استطلعت آراء بعض الكتاب والمخرجين في أسباب ذلك الإحجام، ونشرت هذه الآراء.

يرى الأستاذ محمود تيمور بك أن رجل الشارع الذي أوتى حظاً محدوداً من الثقافة لا يستسيغ ولا يقبل على ما يكتبه أعيان الكتاب له، ولكنه يقبل على روايات الكتاب العاديين المؤلفة أو المترجمة لأنه يجد فيها متعته الحلوة وغذاءه المستساغ.

وقال الأستاذ المازني (إن السينما المصرية تعتمد على عنف الحوادث وعلى المواعظ والخطب المنبرية وعلى الغناء والموسيقى إلى آخر هذا. وهذا كله لا يتفق مع فن القصة، وما دام رجال السينما يطلبون هذا فمن البعيد جداً أن يجدوا في كاتب يحترم فنه استعداداً

<<  <  ج:
ص:  >  >>