للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لوضع قصة لهم على هذه القواعد).

وقال الأستاذ زكي طليمات: (سيعمل كبار الكتاب للسينما يوم يصبح المنتجون والمخرجون في عقلية تماثل عقلية كبار الكتاب).

ويستبين من هذه الأقوال أن المنتجين والمخرجين يرون أن الجمهور إنما يقبل على الأفلام العنيفة الحوادث المفعمة بالمواعظ والخطب المنبرية والأغاني، والتي تعتمد مع ذلك على إثارة الغرائز، والكتاب يترفعون عن هذه الصغائر.

ولا شك أن إقبال الجمهور هو أهم شئ في هذا الموضوع، ولكن هل الجمهور لا يريد حقاً إلا هذا الذي يقدمونه له؟ وهل يعرض حقاً عن إنتاج فني نطيف يحمل إلى عقله ووجدانه غذاء خفيفاً إلى جانب المتعة التي ينالها من أسباب الدعة والتسلية والطرب والتفكهة؟ وهل قدم له شئ من هذا فأعرض عنه؟

إن الإنسان، كما قلت في مناسبة سالفة، فنان بالفطرة، فهو أن لم تتح له وسائل الإنتاج في الفنون وأدواته، فنان (مستهلك). فمجاراة الجمهور في ميله إلى هذا البهرج أما أن تكون - مع حسن الظن - غفلة عن استغلال ميله الفطري إلى جمال الفن أو عجز عن تهيئة له، وهي - مع سوء الظن - تجارة من أرذل التجارات. . . .

جربوا أيها المنتجون. . . . وإذا أردتم إلا تغامروا قبل أن تستوثقوا، فقدموا للطفل الذي اعتاد أن يفرح (عرائس المولد) لعبة من اللعب ذات الفكرة، وانظروا هل يعرض عنها. . . .

(العباسي)

<<  <  ج:
ص:  >  >>