وهي ضد مزاعم الصهيونيين تماماً. إذ يقول هذا الكاتب الذي عاش في هذا العصر (لم تكن حكمة الخلفاء هي التي فتحت أبواب سوريا وفلسطين لجيوش المسلمين بل المسيحيين العرب الذين كونوا قوة عظيمة تقدمت في طليعة الجيوش الإسلامية تقاتل الجيوش اليونانية مع أنها كانت تدين مثلها بنفس الدين).
وليست لدينا معلومات حسنة عن علاقات الرسول بهذه القبائل، والظاهر أنها كانت سيئة فإن معركة (مؤتة) تشير إلى أنهم كانوا يحاربون إلى جانب البيزنطيين.
غير أن الأوضاع تبدلت فيما بعد منذ معركة (تبوك) فانحازوا إلى جانب إخوانهم في الجنس المسلمين وصاروا يقاتلون إخوانهم في الدين البيزنطيين.
وقد أظهر الآراميون وطنية عظيمة وحماسة كبيرة للجيوش الإسلامية، فإنهم ساعدوهم مساعدة كبيرة، وحاربوا في صفوفهم مع أنهم كانوا من المسيحيين.
وقد ذكر (البلاذري) أن المسلمين حينما حاصروا (قيصرية) وكان سكانها من السامريين وهم فرع من أصل يهودي ولكنهم يختلفون عن سائر اليهود ويكرهونهم خرج يهودي كان يقيم في المدينة واسمه (يوسف) إلى المسلمين وأرشدهم إلى موضع نفق سري يؤدي إلى المدينة فدخل منه المسلمون.
وقد أسلم من أسلم من أهل فلسطين وظل من أراد الاحتفاظ بدينة وقد عاملهم المسلمون معاملة حسنة وعاشوا مع المسلمين إخواناً وأعواناً حتى أنهم اشتركوا معهم في محاربة (الصليبيين) وقد لاحظ العالم المتخصص بفلسطين (جيمس فرازر) أن ملامح الفلسطينيين القدماء الذين كانوا يقطنون هذه البلاد قبل مجيء العبرانيين لازالت ظاهرة على الفلاحين المسلمين والمسيحيين على حد سواء وإن هؤلاء الفلاحين هم من أقدم السلالات البشرية التي كانت تقيم في الأرض المقدسة وهم أنفسهم الذين يحاربون الصهيونية في الوقت الحاضر دفاعاً عن أرضهم وأملاكهم.
وعندما استولى الأسبان على أرض الأندلس وأجبروا المسلمين واليهود على حد سواء على اعتناق النصرانية أو مغادرة البلاد فضل أكثرهم الهجرة إلى فرنسا وإيطاليا وشمال إفريقية ولم يذكر منهم أي أحد أرض فلسطين ولو كان اليهود يعطفون على الوطن القومي وعلى إعادة ملك سليمان لكانوا قد فضلوا الذهاب إلى أرض (الميعاد) حيث كانوا يعيشون عيشة