أكبر الظن أن الأستاذ نال منا أكثر مما ناله الأجانب، وحقَّر فئة منا لم تحقرها الأجانب، لأنها مشتركة معها في عيبها وكيف لا يكون قد نال منا وحقرنا وهو يصف بقلمه الخصب المطاوع شخصية شاب مصري يمتهن النجارة. ويعمل في حانوت أمام منزل الأستاذ الذي كان يراقبه عن كثب، ولا ينصرف عنه إلا ليصف (قُصتَه ُ) الكبيرة الخارجة من طربوشه صاعدة إلى السماء. . وإلا تلك الملابس القذرة الممزقة التي تعلو جسمه. . وإلا تلك الحفلات التي كان يقيمها (ليلا) في حانوته ليشرب وإخوانه بنت الحان. . وإلا تلك الأشياء التي إن يأخذها المسكين ليرممها فيبيعها، فيأتي أصحابها ويلتحم الجميع في معركة حامية لا يعيرها البوليس أدنى اهتمام لأنه كما يقول أستاذنا: لا يهتم بهذه السفاسف. . وإلا تلك الضجة الهائلة التي كان يحدثها عندما يشتغل ليلا والناس نيام. . فيأمره الأستاذ بالكف عنها رحمة بالجيرة فلا يصدع بما يؤمر. . وإلا هذا الحجز الذي وقع عليه. .
أفرأى الناس. . وبخاصة القاصّين منهم كيف أن الأستاذ قد بذَّهم في ابتكار شخصية مصرية ليطعنها كل هذه المطاعن؟.
فتارة يرميها بالقذارة والعربدة والكذب، وطوراً يرميها بالنصب والعمل على إقلاق راحة الناس؟؟
هب يا سيدي الأستاذ أن هذه الشخصية المصرية حقيقية.
فهل يجوز أن تذكرها في مجلة نبيلة واسعة الانتشار في مشارق الأرض ومغاربها.؟ على أنني أستميح عذر الأستاذ وحلمه فأقول:
إنني أشك كثيراً في هذه الشخصية المسكينة. . . فكلنا يعلم أن زمن (القُصة) قد انمحى. . وكلنا يعلم أن قذارة الملبس، وتمزيقه لا تكون لنصاب يبيع أدوات الناس وأثاثهم. بل كلنا لم يشاهد نجاراً واحداً يغلق حانوته نهاراً، ويفتحه ليلا ليشرب ويعربد ثم يقوم فيشتغل!! أين البوليس الذي يقوم بالحراسة والمحافظة على راحة الناس، وبخاصة في الأحياء الراقية التي يقطنها الأستاذ؟؟
هل كان يترك الأسطى حسن يعربد، ويشرب، ويدق، ويشرق، ويتركك ترجوه وتستعطفه دون أن يعبر هذا أدنى اهتمام أم كان كما تقول في حديثك عنه (لا يهتم لهذه السفاسف).؟؟