للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا كان النصب والاحتيال، والسكر والعربدة، وإقلاق راحة الناس سفاسف، فما هي الكبائر. .؟؟

أعترف أن الحر يؤثر في نشاط العقول حتى الكبيرة منها، وأعترف أيضاً أن جو ضاحية الأستاذ قد ظلم الأسطى حسن المصري أفحش الظلم، وأشاد بفضل الأسطى (الرومي) كل الإشادة، حتى أن الأستاذ لفرط إعجابه به لم يسمع شقه ودقه. لأنه يشق، ويدق في حرير لا في خشب!! وإلا لما قال ما معناه. .

(. . . وحلَّ محل الأسطى حسن شاب رومي يماثله سناً ومهنة. ويختلف عنه نظافة وأدباً وإتقاناً وصدقاً. . حتى أنني لم أحسن به إلا بعد ستة شهور. لأنه يفتح حانوته نهاراً، ويغلقه قبيل الغروب. . وأذكر أنني استدعيته مرة ليصلح دولاباً فطلب ضعف ما كان يطلبه الأسطى حسن فأعطيته ما طلب لوثوقي من وفائه، وصدق ميعاده. .)

يالله. . . وكيف لا يكون وفياً صادق الوعد، وقد أعطيته ضعف ما كان يأخذه المسكين حسن الذي لو جرؤ وطلب هذا الضعف لرميته بالجشع والطمع. .

لعلي في هذا الكلمة قد أرضيت الحقيقة التي تكلمت عنها في كلمتي السابقة بالوادي الأغر، والتي قلت فيها.

(أنني لا أحب إلا الحق، ولا أكتب إلا له، وله وحده: لا فرق عندي بين شيخ وشاب، ومشهور ومقبور).

ولعل الأستاذ يعتقد أنني لم أكتب هذه الكلمة إلا لأني أحب أن أقرأ لصاحب فجر الإسلام وضحاه شيئاً غير هذا الأدب الذي يبعث الأجانب على احتقارنا.

ولعلي أيضاً لم أغضب أستاذنا فيتقبل كلمتي بقبول حسن، ويحملها محملاً خالياً من الغرض، بريئاً من اللؤم. فإنها لا ترمى إلا إلى تمجيد أمة فتية تتوثب نحو الكمال والنور.

(الرسالة) نعتقد ويعتقد معنا الكاتب الفاضل أن الأستاذ الجليل احمد أمين لم يرد بما كتب تحقير العامل المصري ولا إيثار الأجنبي عليه، وإنما أراد إيقاظه وإصلاحه من طريق المقارنة والمثل. وإخفاء العيوب خوف الشماتة مظنة لعدم الشعور بها، ومن حق الناقد الاجتماعي أن يجسم بعض العيوب لتتمثل في الإحساس الضعيف، وتبرز أمام العين الكليلة. ولأن نسمع عيوبنا من أساتذتنا نقداً ونصيحة، خير من أن نسمعها من خصومنا سباً

<<  <  ج:
ص:  >  >>