وأعاد الأيام والمعهد السا ... مق مروج بالنجوم الهداة
الفحول الأعلام أمثلة الزهـ ... د وشيخانه العدول الثقاة
ورفيق كأنه هامش الشر ... ح إذا صات يمضغ القافات
حنبلي كأنه الجمل الأو ... رق صخابة كثير اللتات
السراج العليل يشهق في محرا ... به والبلى يروح وياتي
ونضيج مغلغل لاذع الطعـ ... مة يشوي أصابعي ولهاتي
يتصبى المجاورين فتنصـ ... ب عليه كالفاتحين الغزاة
اترك المتن واطو حاشية السـ ... عد وأدرك شيخون قبل الفوات
أنا من مازن ومازن مني ... والليالي القمراء من صدحاتي
وللأستاذ طاهر في الكتاب ثلاث قصائد فقط خيرها قصيدته في الزقازيق تلك التي قدمنا بعضاً منها وقد بلغ فيها الذروة، وتليها قصيدة الفيوم وقد كان فيها الشاعر المنافح عن الشعر المبين عن فضله وأصالته في الحياة. وهو يقول فيها عن قافلة الشعراء وهي تسير:
لو تحسنّ البيداء من سار فيها ... لتغنت من شجوها البيداء
والشجو فيما تقول به اللغة الهم والحزن فكيف تتغنى البيداء من هذين، أو كيف يركبها الهم والحزن وقافلة الشعراء تسير بها؟ وثالثتها قصيدته في (هلال المحرم) وهي دون الأوليين ولم ترقني كثيراً.
والأستاذ طاهر أبو فاشا شاعرٌ يبشر بآمال كبار، ولو سألني سائل من تراه أشعر شعراء جامعة أدباء العروبة لقلت غير متردد إنه طاهر أبو فاشا، ولو لم يكن لجامعة أدباء العروبة إلا فضل إبراز مواهب هذا الشاعر وإظهاره لكفاها ذلك فضلا. .
فليعط الأستاذ طاهر باله إلى الشعر أكثر من هذا، وليخلع رداء الكسل والراحة، ولينفق للشعر جهداً أضخم مما ينفق اليوم، وليعتزل وليخل إلى نفسه يتأمل ويتصور ويقول، وأنا الزعيم له أن يتبوأ الصدر في شعراء هذا الزمان.
وبعد: فتلك كلمات جلونا فيها بعض الكتاب والشعراء من جامعة أدباء العروبة أملاها علينا الحق الذي لا يداخله هوى، والعدل الذي لا يخالطه غرض، وكشفنا فيها عن مجهود هذه الجماعة في عام وإنه لمجهود يسير ضئيل ترجو أن يتضاعف ويزيد.