للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

القائلة بأن ما يحدث في العالم من كوارث أمور لابد منها، وظواهر طبيعية للعالم الذي نعيش فيه كشروق الشمس صباحاً وغروبها مساء، فيجب أن نوطن أنفسنا على استقبال الأحداث، وإذا مرنا على ذلك أنفسنا لم نحزن، ومنها نصيحة علماء النفس بألا يطيل الإنسان التفكير في أسباب الحزن كما نفعل في سياسة الطفل إذا بكى بتوجيه نظره إلى لعبة أو حلوى لينصرف عن بكائه ويلتفت إلى الشيء الجديد، ومنها حديث النفس بأن لا فائدة للحزن إلا أن يضعف الجسم ويفسد الصحة، وأن الزمن سيمسح الهموم أن يضعف شأنها، فلماذا لا نساعده ونخفف الأحزان عنا في الحاضر؟

وصف الأستاذ كل ذلك لمقاومة الحزن، وأبان (كيفية استعماله)، وكان ذلك من نتاج ما أسميه (مركب الحزن)، وإن كنت أود للأستاذ الجليل أن يكون هو قد انتفع بهذا العلاج، وألا يكون كمالك الحزين الذي رأى الرأي للحمامة ولم يره لنفسه. . . كما قال ليدبا الفيلسوف. . .

جوائز الآداب والاجتماع:

يذكر القراء أنه صدر مرسوم ملكي في العام الماضي بإنشاء جوائز فؤاد الأول وجوائز فاروق الأول، وخصصت الأولى للآداب والقانون، والعلوم الرياضية والطبيعية والفلكية، ونص المرسوم على أن تشمل الآداب التاريخ والجغرافيا والفلسفة والآثار، إلى جانب الآداب البحتة.

وخصصت جوائز فاروق الأول لعلوم الحياة، والعلوم الكيميائية، والعلوم الجيولوجية.

وقد رأت وزارة المعارف أخيراً أنه لم يرد في المرسوم ذكر علم الاجتماع وعلم النفس والتربية ضمن المواد التي تمنح الجوائز عن الإنتاج فيها، مع خطر قدر هذه العلوم وتقدم البحث فيها في العصر الحاضر عامة وحاجة مصر إلى التزويد منها بصفة خاصة في عهد التطور الاجتماعي والنهضة التعليمية الذي تجتازه البلاد الآن. . .

لذلك رأت الوزارة أن تخصص إحدى جوائز فاروق الأول للعلوم الاجتماعية على أن يضم إليها التاريخ والجغرافيا والفلسفة والآثار، لأن هذه المواد تجري طرائقها على أساليب البحث العلمي المنظم، فهي بذلك أقرب إلى العلوم.

وبذلك يصبح التاريخ والجغرافيا والفلسفة والآثار معدودة من العلوم الاجتماعية، وتخلص

<<  <  ج:
ص:  >  >>