للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

النسخة المخطوطة بخط مؤلف القرآن الذي هو الله - إذا كان فضيلة الشيخ لا يزال يعتقد أن القرآن من عند الله - فعضّ عليها بالنواجذ، ليفضح المؤلف، ويكشف عن سرقاته، ويشفي غيظه منه. أستغفر الله، وتعالى عما يقول الكافرون علواً كبيراً.

ولندع الدين مادامت يا مولانا الشيخ تحسب أن الخروج عليه مدنية وتقدم. . . وأن الأخذ به رجعية، وأنك أعلنت الكفر، وجهرت به، واخترته والعياذ بالله لنفسك، ولنأخذ العلم والمنطق والتاريخ، فهل في العلم والتاريخ شيء يؤيد ما جاء في الخبر أن الأطروحة اشتملت عليه، وما أعلنت أنك مع المؤلف في كل حرف منه؟ وبأي دليل من أدلة العلم، وفي أي كتاب من كتب التاريخ، ثبت لك ولصاحب الأطروحة أن الله قد اقتبس قرآنه من أدب فارس ويونان، ومن كاذب الأساطير؟

وإذا لم يكن القرآن كتاب الله، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لا من جهة فارس ولا من جهة يونان، وكان من تصنيف محمد، وكان قد اقتبسه من التوراة، ومن آداب الأمم ومن أساطيرها، فكيف خفي ذلك على أسلافك من أنصار حرية الفكر، من اليهود والنصارى والمجوس والزنادقة وكل عدوّ للإسلام خصيم القرآن - فلم يؤلف فيه أحد ولم يثبته حتى جاء تلميذك هذا فكتبه لتكافئه الدولة على كفره بدينها الرسمي، وطعنه بقرآنها، بإعطائه شهادة الدكتوراه، وتسليمه أبناء المسلمين ليلقنهم هذه الآراء، على أنها علم وفضل، وأن الذي لا يحفظها، ويعيدها يوم الامتحان، يرسب في صفه إن طفا الطلاب؟

وحرية الفكر؟ ما حرية الفكر يا هذا؟ كيف تفهمها؟ أكلما طاف برأسك طائف من هوى، أثبته على الورق، وخرجت به مزهوّاً على الناس، وقلت، هذي حرية الفكر؟

أما إنه ليجيء في فكري أنا الآن كلام عنك، لولا أني لم أعرض هذه المقالة على الأستاذ الزيات، وأني أخاف أن يغضب إن حططت عليك بثقلي - لقلته، فما تركتك تستطيع أن تمشي في الجامعة، أو تتراءى للطلاب. . . فارتقبه فكل شيء له أوان. . . وما أنت بمعجز الله في الجامعة وقد أهلك فرعون وهامان وأبا جهل. . .

وما لك تكره أن أسبّك بعلم، وتسب أنت الله عدواً بغير علم؟ ولا تحب أن أقول في كتابك الذي لفقته كلمة الحق، وتقول أنت في كتاب الله كلمة الباطل؟ وما لك لا تجرؤ أن تقول لواحد من هؤلاء الكتاب، أخرج كتاباً تلقاه الناس بالقبول: إنك تكذب، وتنسب الكذب إلى

<<  <  ج:
ص:  >  >>