للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الله المنتقم الجبار؟

أغرك ويلك حلمه عنك، وأنه مدّ لك حتى صرت تعطي الدكتوراه وأنت لم تأخذها، وتمنح العلم وأنت لا تملكه، وتؤلف في البلاغة، وما أنت منها في شيء، ولا أثر عنك بيان غطى على بيان الجاحظ وأبي حيان والرافعي والزيات، ولا أنت صاحب شعر ولا نثر، وقصارى أمرك أنك أُدخلت على طلاب لا يفهمون من البلاغة إلا بمقدار ما يفهم من الصحافة صاحب (القبس)، فمخرقت عليهم، وزعمت لهم أنك إمامها وأنك مؤذنا وخطيبها، ورأيتهم صدقوا قولك فزدت فادعيت أنك باني مسجدها ورافع منارتها، ولو أنت ادعيت النبوة فيهم، ما وجدت منهم من يكذبك أو يكفر بك، ما داموا يأخذون منك الدرجات في الامتحان، ثم يخرجون كما دخلوا لا أنت علمتهم ولا هم تعلموا منك. . . وكيف يتعلمون وقد جعلت دروس البلاغة عياً، والفصاحة عامية وكانت دروسك ذلك الخزي. . . الذي نشره في الرسالة الأستاذ العماري فكان تسلية لقراء الرسالة وفكاهة ضحكوا عليك به شهراً؟

لقد كان كفراً مبتكراً منك حين زعمت في تلك الدروس. . . أن الله قال لمحمد يا أخي، فكيف قعدت بك القريحة اليوم، فلم تأت إلا بكفر عتيق قيل في مصر من عشرين سنة، وقيل في مكة قبل الهجرة، فكان سخرية الأولين والآخرين؟ ولقد بعثت يومئذ من يدافع عنك في الرسالة، فلم يبلغ به أدبه مع الله ودينه، ولا علمه وبلاغته ولا معرفته بتصريف الكلام، إلا أن يحتج على جواز زعمك أن الله قال لمحمد، يا اخي، يقول الحمّار لحماره، يا أخي. . . ولم أردّ عليه لأني لم أكن أعرف، قبل أن أسمع ردّه هذا، شيئاً من لغة الحمارين والحمير. . . ولا قواعد المناظرة في لسانهم.

وبعد، فما أريد اليوم الرد على هذين الرجلين ولا تأديبهما إنما أردت تنبيه رجال المعارف في المملكة التي دينها الرسمي الإسلام وعميد الكلية العربي المسلم الذي اسمه الدكتور عزام، إلى هذين المدرسين اللذين يعلنان الكفر بالله، والطعن في القرآن، والإهانة لكل مسلم يرى في مصر دار الأزهر، ومثابة العلم، ومنزل الملك الصالح الفاروق، وهما يأخذان أموال الأمة ليلقنا أبناء مصر وأبناء الشام والعراق والحجاز واليمن والمغرب، ولك بلد يبعث بأبنائه إلى هذه الجامعة مثل هذه الكفريات، التي يعتقدانها ويكتبانها ويصران عليها

<<  <  ج:
ص:  >  >>