واليك صورته الحاضرة كما يراها من يدخل من الباب الشرقي المقابل للقبلة تدخل من باب في بقايا سور إلى ساحة واسعة تمشي فيها قليلا ثم تصعد دَرَجاً إلى مستوى آخر فترى ذات اليسار المنارة وقبة جميلة على باب من أبواب المسجد، ويقال أنها سميت (قبة الإسلام) وبها سمى هذا المسجد (قبة الإسلام) لا قوة الإسلام.
ولكن لا يلتفت الداخل إلى هذه القبة فيسير إليها يهبط على الدرج الذي تحتها إلى المدخل فيستغرق في تأمل علوها وجمال هندستها ونقوشها لا يستطيع أن يفعل هذا قبل أن يطمح بصره معجباً مرتاعاً إلى هذه المنارة الشاهقة العجيبة. وسأحدث القارئ عنها بعد طواف سريع في هذا المسجد العظيم؛ بل هذا المجد الأبيّ والمآثر الخالدة التي تأبى أن تُقِرّ للخطوب على كثرة ما نالت منها.
وإذا نظر الداخل إلى اليمين رأى كومة من الحجر هرميّة هي أساس خرِبٌ لمنارة حاول أن يناظر بها منارة قطب علاءُ الدين الخَلْجي حينما زار فسحة الجامع. ولم يتهيأ له إكمال المنارة. وفي الساحة قبور لم أعرف عنها شيئاً.
ويمشي الزائر إلى المصلى فإذا ساحة فيها ثلاثة أروقة ذات طبقتين على عَمد صغيرة. وإذا تأمل النقوش على هذه العَمَد رأى صُوَر حيوان وناس. وقد نقلت العمد من معابد هندية قديمة. وفي جهة القبلة من المصلى عمود من الحديد قطعةٌ واحدة طوله ثلاثة وعشرون قدماً. ومحيطه قدمان وهو من أقدم الآثار الهندية في دلهي أو أقدمها عليه كتابة تشيد بمآثر أحد أمراء الهند القدماء. وتاريخه يرجع إلى سنة ٤٠٠ ق. م.
وتمضي بعد هذا العمود جهة القبلة إلى عقد رفيع جداً يُفضي إلى القسم القبليّ من الجامع وقد هُدِمت جُدُره.
وينزل السائر جهة الشمال إلى الساحة التي زادها على المسجد شمس الدين التتمش وهي مساحة لا بناء فيها اليوم. وينظر شطر القبلة إلى حجرة عالية سقطت قبتها وفي وسطها ضريح رهيب هو ضريح ايلتتمش. وفي الحجرة ثلاثة محاريب أكبرها أوسطها وعلى المحاريب آيات من القرآن منحوتة بخط واضح. في وسط المحراب الكبير (إنه لقرآن كريم - الآية) وعلى حافته: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل - الآية).