حاجيه، ومن المؤرخين من ينسبها إلى الصائبة - صابئة البطائح - المعروفين في العراق بالصبة، ولا أعرف نصيب كل هذا من الصحة لأننا نسمع ذلك شفاها من أفواه المعاصرين.
وفي بعض قرى العراق الشمالية في هذا العصر مذاهب كثيرة لهم أسماء مختلفة، وتفتن في الفسق والفجور فتتخذ من الليالي التي تصادف مقتل الخلفاء والأئمة أو وفاتهم فيجتمعون خارج القرى رجالهم ونساؤهم على الشرب والزمر والرقص ثم يطفئون الأنوار ويكون بينهم ما يكون. . . وهؤلاء يتخذون القرى النائية على سفوح الجبال مقراً لهم، ولا تزال حياتهم الاجتماعية غامضة لا يعرف من أمرهم إلا النزر اليسير.
وقد أخبرني بعضهم أن النصارى في عيد رأس السنة في هذا العصر يطفئون الأضواء في منتصف تلك الليلة مدة من الزمن، فلا يرد أحد يده عن شيء من قبلة أو غمزة أو غير ذلك مما يسمح به الوقت، فإذا كان هذا صحيحاً فهل يعتبر بقية من آثار ليلة الماشوش أو صورة منها.