واختلطوا، وقبض كل رجل منهم يد امرأة وواقعها إن كانت من محارمه أو أجنبية، فحين ملك عبد الله بن علي العيوني البحرين وصارت تلك الليلة ركب أبو شكر المبارك وركب معه غلمانه وهجموا على النساء فضربوهم وسلبوهم ومضوا هاربين. فصار رجل فيهم ضرير يقول (يا مولانا! والله ما نحن في شيء مما يضر بدولتكم إنما هذا مذهب نراه في ديننا) فقال له الأمير: لئن اجتمع منكم اثنان على هذا الأمر لأعملن فيكم السيف لا العصا، فأمات هذه العادة في البحرين فما بقيت فيها تعرف.
وانتقلت هذه الليلة إلى المغرب وانتشرت بين جماعة الساسانية وذكرها الفقية عمر الأندلسي صاحب الأزجال في قصيدة مهد لها بنثر وجعل من الجميع مقامة ساسانية قال:
أتذكر في سفح العقاب مبيتكم ... ثمانين شخصاً من أناث وذكران
وأطفأت قنديل المكان تعمداً ... وأومأت، فانقضوا كأمثال عقبان
وناديت في القوم: الوثوب فأسرعوا ... فريق لذكران وقوم لنسوان
وفي أول هذه القصيدة يقول:
تعال نجددها طريقة ساسان ... نقص عليها ما توالي الجديدان
وأخذ بهذه الليلة الباكية وذكرهم الكتبي في الجزء الثاني من عيون التواريخ قال (بقى من البابكية جماعة يقال أنهم يجتمعون كل سنة هم ونساؤهم، ثم يطفئون المصابيح وينتهبون النساء، فمن وقعت في يده امرأة فهي له حلال، ويقولون هذا الاصطياد مباح لهم لعنهم الله).
وفي مختصر الفرق بين الفرق لعبد القادر البغدادي عن المازرية (لهم ليلة يجتمعون فيها على الخمر والزمر هم ونساؤهم، فإذا أطفئت السرج استباح الرجال النساء).
وظهرت هذه البدعة في بلاد الشام عند قوم من أهل جبل السمان سموا أنفسهم بالصفاة قال ابن العديم في أخبار سنة اثنين وسبعين وخمسمائة (أظهر أهل جبل السمان الفسق والفجور وتسموا بالصفاة واختلط النساء بالرجال في مجالس الشراب لا يمتنع أحدهم عن أخته أو ابنته، ولبس النساء ثياب الرجال).
وتسمى هذه الليلة بين عامة أهل العراق اليوم ليلة الكفشة، وهي ان يأخذ الرجل بناصية المرأة ليواقعها، وهذه الليلة معروفة بين الكاكائية واليزيدية والنصيرية والشبك والقلم