أن يكون للمفرد وللجمع على السواء، فأنت مخير في أن تنعته بفعل أو بفعلاء، تقول قنا خطية ملد، وقنا خطية ملداء لأنك تصف تلك القنا بأنها خيطة وبأن هذه الخطية ملد أو ملداء)، وقال في العدد (٤٨٦) يرد على بعض من جادله وأورد له كلام الزوزني (وله فارسية خضراء) أي دروع فارسية خضراء يقول (فهذا كلام لا غبار عليه، لأن خضراء هنا مجاورة لفارسية، وفارسية كلمة مؤنثة وإن كان معناها يدل على جمع لأنها عائدة إلى (دروع) ومن الطريف أن نذكر أن الأستاذ الجليل السهمي أشار في هامش كلمته إلى أن شارح ديوان الحماسة أورد هذه الكلمة مفردة مع جمع، ولعله أراد هذه الكلمة السابقة عن الزوزني، وأن الأب أنستاس بعد أن قال ما نقلته آنفاً قال (ثم من هو الزوزني، وأبو الزوزني، وجد الزوزني، بجانب نص القرآن، والأحاديث النبوية الصحيحة، وفصيح كلام البلغاء من العرب؟).
(وبعد) فإنها لفرصة طيبة أن يقول إمام العربية في هذه الكلمة، ولقد تمنيت أن يكون الكرملي حياً حتى نشهد عراكا لغوياً بين عقلين كبيرين، وأنا ما أردت ببعث هذا البحث القيم إلا أن أقف ويقف قراء الرسالة على الحجة القاطعة التي نرجو أن يطالعنا بها (السهمي) فإن ما ذكره الأب أنستاس ماري الكرملي لا يزال صحيح الأديم، ناصع الحجة، موثق البنيان.
علي العماري
المدرس بمعهد القاهرة الثانوي
أكان معاوية كاتب وحي؟
جاء بصفحة ٧٥ من كتاب أبي الشهداء للأستاذ العقاد (كذلك ينبغي أن نذكر حقيقة أخرى في هذا المقام، وهي أن معاوية لم يكن من كتَّاب الوحي، ولم يسمع عن ثقة قط أنه كتب للنبي شيئاً من آيات القرآن الكريم) وفي صفحة ٢٨ من عبقرية الصديق بصدد حديث الأستاذ عن بعض جوانب عظمة النبي الكريم (واتخذ معاوية كاتب للوحي) فأي القولين أصح؟ وما هي الحقيقة التي تؤيدها الأسانيد التاريخية ويعتمدها ثقاة العلماء وجهابذة الرواية؟