خلافاً للساميين الممتازين بسمرتهم وسواد أحداقهم وسواد شعورهم. فما يهود أوروبا من ورثة فلسطين بتاتاً.
أما ورثة فلسطين القديمة والحديثة الحقيقيون فهم سكانها الحاليون الذين كان بعضهم يهوداً والكنعانيون والحيثيون والجزريون والفلسطينيون القدماء والصيدونيون وغيرهم من عبدة البعل، فلما جاءت النصرانية تنصر معظمهم من يهود ووثنيين. ثم جاء الإسلام فأسلم معظمهم واستعربوا كلهم. هؤلاء المقيمون الآن في فلسطين الحديثة هم أهلها وورثتها. وأما اليهود المهاجرون من أوربا وغيرها إلى فلسطين الكبرى التي نشأت من بعد الحرب الكبرى الماضية فليس لهم قلامة ظفر فيها. هم غرباء عنها ودخلاء فيها.
وقد استدل علماء اليهود من التوراة والتلمود أنهم لا يمكن أن يرجعوا إلى أرض آبائهم ما لم يجدوا تابوت العهد المفقود.
ذلك أنه لما غزا نبوخذ ناصر أورشليم أسرع أشعيا وأخذ جميع محتويات الهيكل وخبأها في بعض مغاور جبل نبو جنوبي أورشليم وكل تابوت المهد أهم تلك الكنوز لأنه يحتوي على اللوحين الحجريين اللذين كتب الله أو بالأحرى يهوه رب الجنود (كما تسميه التوراة) وصاياه العشر بإصبعه.
ولذلك جاءت بعثة أثرية يهودية من أميركا بعد الحرب السابقة إلى فلسطين وجعلت تنقب في مغاور جبال بنو عسى أن تعثر على تابوت العهد الذي لو وجدوه لكان أعظم أثر تاريخي. ولكنهم بعد تنقيب طويل شاق لم يجدوه فيئسوا وعادوا بخفي حنين. لذلك لا يحق لهم أن يعودوا إلى أورشليم لأنهم لم يحققوا وعد التلمود أو التوراة. ولن يعودوا.
ليتهم وجدوا ذلك التابوت لكنا نتمتع برؤية خط الله على اللوحين الحجريين وآثار إصبعه الكريمة. . . وكنا نعرف بأي حرف كان الله يكتب. . وأية لغة كان يهوه رب الجنود يكلم موسى أبالعبرية كما يدعى اليهود أم بالسريانية كما يدعى بعض النصارى - حقاً إنه لأثر تاريخي عظيم. لو وجد!